شارك وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس في إفطار رمضاني نظمه عميد مسجد باريس دليل بوبكر. وطمأن فالس مسلمي فرنسا بشأن ممارسة عقيدتهم بشكل آمن، فيما تعهد بمحاربة جميع أشكال التطرف الديني، مؤكدا أنه لن يسمح لأية ديانة أن تتعدى على قيم الجمهورية. في سياق سياسة تشجيع حوار الثقافات واحترام الأديان المتواجدة في فرنسا، شارك وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس في إفطار رمضاني نظمه مسجد باريس الكبير أمس الأربعاء بمشاركة عميد المسجد دليل بوبكر وقرابة 200 ضيف آخرين، من بينهم نائب عمدة باريس آن هيدالغو والنائب في مجلس الشيوخ الفرنسي بريزة خياري. واغتنم مانويل فالس الفرصة لطمأنة الجالية الإسلامية المقيمة في فرنسا وقدم لهم ضمانات أمنية وسياسية للعيش في تناغم مع الجاليات والأديان الأخرى. وقال فالس: "لقد جئت إلى هنا – مسجد باريس- لأعبر عن احترامي لجميع المسلمين المتواجدين في فرنسا والذين يصومون شهر رمضان"، مكررا عزم الحكومة الفرنسية على مكافحة ما أسماه بالإسلاموفوبيا وجميع أشكال العنف والتطرف اللذين يستهدفان هذه الجالية. وندد وزير الداخلية الفرنسي بتزايد حدة العنف إزاء مسلمي فرنسا، موضحا أنه لن يقبل أبدا بهذه التصرفات العنيفة وأن الدولة الفرنسية ستعاقب مرتكبيها بكل عزم وقوة. وقال فالس: "الجمهورية الفرنسية لن تتسامح أبدا مع أولئك الذين يهاجمون دور العبادة ومع المتطرفين مهما كانت معتقداتهم الدينية"، مشددا أنه لن يسمح لأية ديانة أن تفرض نفسها أو قوانينها على الجمهورية". وأنهى فالس كلمته معترفا بأن الجمهورية الفرنسية تطلب الكثير من الديانة الإسلامية، خاصة حل مشاكل تطلبت قرونا طويلة لديانات أخرى لكي تحلها. من جانبه، شكر رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الجديد دليل بوبكر فالس على زيارته في وقت تعاني فيه الجالية المسلمة في فرنسا من بعض "التصرفات العنصرية". وقال بوبكر إن الرهان الأكبر الذي يواجهه الإسلام في فرنسا هو أن يكون مسايرا لروح العلمانية التي تتميز بها الجمهورية الفرنسية". ووعد دليل أن يقوم بتوعية المسلمين الفرنسيين على ضرورة احترام قوانين الجمهورية الفرنسية. وإلى ذلك، أحصى المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا 469 عملا مناهضا للإسلام عام 2012 بفرنسا، أي بزيادة تقدر بـ57 بالمئة مقارنة بعام 2011.