داخاو - أ.ف.ب
ستصبح انغيلا ميركل التي تزور داخاو الثلاثاء لمشاركة في تجمع انتخابي قبل 33 يوما من الانتخابات التشريعية، اول رئيسة حكومة المانية تزور معسكر الاعتقال النازي السابق في هذه المدينة البافارية الصغيرة. ويرتقب وصول المستشارة التي تخوض حملة انتخابية من اجل ولاية ثالثة، في الساعة 16,45 تغ الى المعسكر القريب من ميونيخ حيث ستلقي كلمة مقتضبة وتضع باقة من الزهور في ما بقي من تلك المنشآت. واعلنت الناطقة باسم المستشارة شتيفن سايبرت "ستكون المرة الاولى التي يزور فيها رئيس حكومة الماني معسكر الاعتقال هذا". ويرافق انغيلا ميركل (59 سنة) رئيس لجنة قدماء معتقلي داخاو ماكس مانهايمر وعدد من الناجين الاخرين من ذلك المعسكر، لكن الصحافة ستغطي جزءا من الزيارة فقط. وقد بذل مانهايمر (93 سنة) جهودا كبيرة لتقوم ميركل بهذه الرحلة التي قال انها "تاريخية" ويرى فيها "دليلا على احترام قدماء المساجين". وفي تصريحها الاسبوعي المسجل السبت قالت المستشارة انها تزور داخاو يحذوها "شعور بالخجل والشفقة" لان "ما جرى في معسكرات الاعتقال لا يمكن فهمه وسيظل كذلك". واضافت "يجب علينا الا نقبل ابدا بوجود لتلك الافكار (اليمين المتطرف) مكان في قارتنا الاوروبية الديموقراطية". وقد فتح النازيون معسكر داخاو في اذار/مارس 1933 بعد قليل من تولي هتلر الحكم وذلك لاحتجاز المعتقلين السياسيين، وكان اول معتقل نازي ويعتبر نموذجا. واودع في داخاو اكثر من 200 الف شخص من معارضين سياسيين ومثليي الجنس ومعوقين وغجر وحتى اسرى الحرب خلال الحرب العالمية الثانية بمن فيهم رئيس الوزراء الفرنسي السابق ليون بلوم الذي كان يهوديا. ومات اكثر من 41 الف من هؤلاء قتلا او من الانهاك والجوع والمرض قبل ان يحرر الاميركيون المعسكر في نيسان/ابريل 1945. واصبح المعسكر اليوم بمثابة متحف تذكاري يزوره نحو 800 الف زائر في السنة. وقد زارت ميركل معسكرات نازية اخرى منها خصوصا بوشنفالد في نيسان/ابريل 2010 مع الرئيس الاميركي باراك اوباما. وحضر الرئيس الالماني (وهو منصب فخري في الاساس) السابق هورست كوهلر الاحتفالات بالذكرى الخامسة والستين لتحرير داخاو قبل ثلاث سنوات. وبعد زيارتها ستلقي ميركل خطابا في تجمع انتخابي قبل الانتخابات الاقليمية البافارية المقررة في 15 ايلول/سبتمبر والتشريعية الفدرالية بعد اسبوع من ذلك. وتاتي زيارة داخاو قبل اسبوعين من زيارة تاريخية اخرى سيقوم بها رئيس الجمهورية جواكيم غاوك الى قرية اورادور الفرنسية التي ارتكب فيها النازيون مجزرة بحق 642 شخص خلال الحرب العالمية الثانية. وسيكون اول رئيس الماني يزور تلك القرية الشهيدة. وتحدث رئيس متاحف بافاريا التذكارية كارل فريلر عن اهتمام متزايد بالمعسكر النازي السابق منذ بداية محاكمة نازيين جدد في ميونيخ متهمين بعشرة جرائم بحق مهاجرين. وابرزت القضية تقصير المحققين الذي استبعدوا طيلة سنوات فرضية تورط نازيين وركزوا خصوصا على الجالية التركية. واوضح في حديث مع مجلة دي فيلت "يبدو ان المحاكمة تدفع بالناس الى تركيز الاهتمام اكثر على التيار القومي الاشتراكي" وايديولوجيا النازيين. واعتبر المؤرخ من جامعة الجيش الالماني في ميونيخ مايكل فولفسون ان ليس هناك مبرر للاعتقاد بان انغيلا ميركل التي تحظى بشعبية كبيرة، تحاول الاستفادة من هذه الزيارة من اجل اعادة انتخابها. واوضح في حديث نشرته صحيفة تاغيس-شبيغل البرلينية الاثنين ان "شيئا ما تغير خلال السنوات الاخيرة، يبدو ان زيارة معسكرات الاعتقال النازية في خضم الحملة الانتخابية لم تعد مجازفة". وتابع ان "خيار ميركل شخصي ودليل على ان علاقة الالمان بتاريخهم تغيرت واصبحت اقل تشنجا".