واشنطن- صفا
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة في لقاء خاص مع CNN إنّ الوقت "يقترب لاتخاذ موقف نهائي" بشأن فظائع يشتبه في كون الحكومة السورية قد ارتكبتها، وكذلك بشأن العنف المتنامي في مصر. وأضاف في اللقاء الذي بثه برنامج "نهار جديد" للمذيع كريس كيومو على CNN أنّ "الولايات المتحدة تبقى أمة لا غنى عنها بالنسبة إلى الشرق الأوسط وفي المناطق الأخرى." وقال "علينا أن نفكر بعمق استراتيجي فيما سيكون من مصالحنا القومية على المدى البعيد." وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أنّ حكومته تواجه الآن "إطارا زمنيا مختصرا" فيما يتعلق بكل من سوريا ومصر، ردّ أوباما عدة مرات بالقول "نعم." وبشأن الهجوم الكيماوي الذي هزّ سوريا قبل أيام، أوضح أوباما أنّ "المسؤولين هم الآن بصدد جمع المعلومات وقد لاحظنا مؤشرات على أنّ ما حدث هو بوضوح أمر عظيم ومثير جدا للقلق." وأضاف أنّ إدارته تدفع باتجاه "تحرك أفضل من الأمم المتحدة وكذلك بدعوة الحكومة السورية إلى السماح بالتحقيق في الموقع." غير أنه أوضح أنه لا يتوقع تعاونا منها "نظرا لتاريخها السابق." وسارع إلى توجيه تحذير بأنّ جوهر المصالح القومية لبلاده هي الآن على المحك في الحرب الأهلية في سوريا "سواء فيما يتعلق بالتأكد من عدم انتشار ونقل أسلحة الدمار الشامل أو الحاجة إلى حماية حلفائنا وقواعدنا في المنطقة." وردا على سؤال يتعلق بموقفه من تصريحات غريمه عام 2008 على منصب الرئاسة السيناتور جون ماكين المنتقد لبطء تعامل واشنطن مع الملفين السوري والمصري، قال أوباما "أنا معجب بشغف السيناتور ماكين بالمساعدة على دفع الناس للعمل حول وضع صعب بصفة استثنائية في كل من سوريا ومصر، ولكنني أعتقد أن الشعب الأميركي ينتظر مني بصفتي رئيسا هو التفكير فيما نفعل من أفق ما هو من مصلحة أمننا القومي على المدى البعيد." وأضاف أنّه يتعين التفكير مليا عندما يتعلق الأمر بوضع صعب جدا قد يدفع إلى تدخلات مكلفة وباهظة وصعبة وهي أصلا تثير حاليا في المنطقة مشاعر الاستياء." وقال "إذا قررت الولايات المتحدة مهاجمة دولة أخرى من تفويض من الأمم المتحدة ودون دليل واضح يمكن عرضه، فإنه ستكون هناك أسئلة فيما يتعلق بالقانون الدولي وما إذا كان يسمح بذلك. ثم هل يمكن للتحالف أن يجعل من ذلك أمرا ممكنا؟ تعرفون أنّ هذه اعتبارات ينبغي أن نفكر بها. تماما مثل التكاليف وأن نعمل ضمن إطار عمل دولي وأن نعمل كل ما في وسعنا من أجل إطاحة الأسد." أما بشأن الوضع في مصر، فقال أوباما "رأيي هو أن المعونة بحد ذاتها لا يمكنها أن تؤثر أو توقف ما تقوم به الحكومة المؤقتة هناك ولكنني أعتقد أنّ ما يريد غالبية الأميركيين أن يروه هو أن نكون حذرين إزاء أن نجد أنفسنا بصدد المساعدة في القيام بإجراءات نؤمن بأنها مناقضة لمبادئنا وقيمنا." وأعلن أنّ إدارته تقوم الآن "بتقييم شامل للعلاقة مع مصر" معربا عن يقينه "من دون شكّ فإنه لن يكون بإمكاننا أن نعود للعمل بنفس ما اعتدنا عليه." وقال "لقد كانت هناك مساحة مباشرة بعد إطاحة السيد مرسي وقمنا أثناءها بالكثير من العمل السياسي والدبلوماسي في محاولة لتشجيع الجيش من أجل التحرك نحو مسار مصالحة ولكنهم لم ينتهزوا تلك الفرصة."