أثار قرار الرئيس أوباما تأجيل هجومه على سورية حتى حصوله على موافقة الكونغرس مخاوف كبيرة داخل إسرائيل من إنهيار مكانة الولايات المتحدة في العالم، والطريقة المترددة التي قد يتعامل بها أوباما مستقبلاً مع المشكلة النووية الإيرانية. ففي رأي البروفسور إيتان غلبواع، فقد ظهر أوباما في الايام الأخيرة يفتقر الى الزعامة الحقيقية، واضاف: " من الواضح ان أوباما ليس زعيماً قوياً. وتردده حيال الموضوع السوري بالاضافة الى مواقفه من الشرق الأوسط لا سيما من الربيع العربي تدل على افتقاره للزعامة الحقيقية وللرؤيا الاستراتيجية. والولايات المتحدة تحت زعامته لا تقود العالم بل تستجيب للتطورات". وفي رأي غلبواع، لم يسبق ان شهدت الولايات المتحدة رئيساً متردداً الى هذا الحد، اذ من غير المقبول ان يضع الرئيس الأميركي خطا احمر ثم يتراجع عنه. أما سفير إسرائيل السابق في الأمم المتحدة داني غيلرمان، فأشار الى التصدع الذي طرأ على صورة الولايات المتحدة، بعد خطاب أوباما الأخير. وفي نظره، ان يوم السبت الماضي هو التاريخ الذي تخلت فيه الولايات المتحدة عن مكانتها كقوة عظمى. وأضاف: "يذكرني أوباما في هذه الايام بالرئيس جيمي كارتر الذي كان يكثر من الكلام من دون ان يفعل شيئاً". ويتخوف غيلرمان من الرسالة التي بعثت بها مواقف أوباما الى دمشق والى طهران والى كوريا الشمالية و"حزب الله" التي هي رسالة ضعف. اما الرسالة التي يبعث بها أوباما الى اصدقاء الولايات المتحدة فهي أنهم لا يستطيعون الاعتماد الا على انفسهم. والمقلق مسارعة الروس والصينيين والإيرانيين والأتراك الى ملء الفراغ الذي تركته أميركا. ويعتقد غيلرمان أنه في حال حصول أوباما على دعم الكونغرس ونفذ هجومه ضد سوريا فهو لن يستطيع ترميم الضرر الذي لحق بصورته الا بصورة جزئية. ويرسم ياكي ديان قنصل إسرائيل السابق في الولايات المتحدة صورة قاتمة لانعكاسات مواقف الرئيس أوباما على مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في مواجهة أعدائها. فالصورة السائدة اليوم عن أوباما هي صورة الزعيم الضعيف والمتردد.