أضحى يوم الحادى عشر من شهر نوفمبر، من كل عام، حدثا خاصا ومميزا يترقبه الصينيون، ولاسيما الشباب والفتيات منهم، وبالأخص الذين ما زالوا يستقلون قطار العزاب، والبحث عن "مستر رايت" أو فتاة الأحلام، وهو الاحتفال بعيد العزاب، لكن أمس "الإثنين" غير أى يوم من قبل، فأرقام تاريخ اليوم نادرة التكرار، ولذلك تجد لها معنى كبيرا ومغريا، لدى الشباب الصينى، خاصة عندما ينظرون لترتيبها وهى (11/11)، فمن شكل التاريخ يظهر سحر الرغبة فى إنهاء آفة العزوبية لدى الشاب والفتاة فى الصين وما يرمز له تكرار رقم (1) فى تاريخ اليوم من قسوة ومرارة الشعور (بالوحدة). من ناحيته، نقل التليفزيون الصينى حال الشباب والفتيات فى الصين فى "عيد العزاب" فبدلا من البحث عن فارس الأحلام أو شريكة الحياة ظل الشباب الصينى يكبح رغبته فى الشراء، خلال الشهر الماضى لانتظار "عيد العزاب" للشراء عبر الإنترنت، حيث تقوم مواقع التسوق الإلكترونى الصينية بتخفيض أسعار البضائع فى هذا اليوم، وينتهز معظم المواطنين الصينيين وليس الشباب فقط هذه الفرصة لشراء ملابس وأحذية ومأكولات وغيرها عبر الإنترنت.وأصبح عيد العزاب الصينى، الذى يصادف يوم 11 نوفمبر، من كل عام، أكبر فرصة لشركات التجارة الإلكترونية لتسويق منتجاتها فى الصين، وطرحت هذه الشركات عدة إجراءات لترويج سلعها خلال هذه الفترة، حيث توقع مراقبون أن يسجل حجم المبيعات للتسوق الإلكترونى الصينى فى يوم العزاب رقما قياسيا وللبضائع التى تباع بأسعار مخفضة بداية من أدوات المطبخ وصولا للسيارات الفارهة. ويدل تزايد حجم المبيعات فى هذا اليوم على أن طلبات الصينيين تحولت من المتاجر الحقيقية إلى المتاجر الإلكترونية، ووفقا لتقارير اقتصادية فإن معدل حجم المبيعات الصينية عبر الإنترنت من إجمالى حجم مبيعات تجارة التجزئة بلغ 3ر6% فى العام الماضى، بزيادة 2% بالمقارنة مع ما فى عام 2011، ومع اهتمام المستهلكين بالمتاجر الإلكترونية على الإنترنت، فإن معدل حجم المبيعات فى المتاجر الحقيقية انخفض بسرعة من 18% فى عام 2010 إلى 5% فى عام 2012، حيث يبحث المستهلكون الصينيون عن أساليب شراء جديدة فى الوقت الراهن. وبدأ الطلاب الصينيون الاحتفال بعيد العزاب منذ التسعينيات فى القرن الماضى، فيما شرعت المواقع الإلكترونية ترويج سلعها عبر موقعها منذ عام 2009، حيث تزداد حدة تنافس المتاجر الإلكترونية ويتبارى الجميع فى تقديم سلع بأسعار مخفضة، ما جعل ذلك يوم "عيد العزاب" مهرجانا للشراء فيما يتوقع المراقبون أن تتحول الصين إلى أكبر سوق لتجارة التجزئة الإلكترونية فى العالم بحلول العام 2015.من جانبها، نشرت شبكة "خط الحب" الصينية الشهيرة تقريرا حول حالة العزاب فى الصين مؤخرا، حيث أظهرت أن الصحافة هى المهنة الأعلى مستوى للعزوبة فى الصين، حيث تحتل المرتبة الأولى على قائمة مهن العزوبة بنسبة 8ر4% ، ويأتى بعدها مباشرة قطاعا الإعلان والعلاقات العامة بـ3% . فيما جاءت الفنون المسرحية والنشر والتوزيع التليفزيونى فى المراتب المتقدمة من قائمة الأكثر عزوبية.وكشف تقرير الشبكة الصينية أن مدينة شنتشن فى مقاطعة قوانغدونغ هى "عاصمة العزاب" فى الصين، حيث تصل نسبة الذكور مقابل الإناث إلى 3ر74 إلى 100، أما مدينة تشنغدو، فتعتبر "عاصمة العازبات"، حيث تصل نسبة الإناث مقابل الذكور إلى 6ر165 إلى 100، هذا بالإضافة إلى بعض المدن الكبيرة التى تشتهر أيضا بأكبر نسبة للعازبات ومن بينها العاصمة الصينية بكين ومدينة شنغهاى.والبحث عن شريك الحياة يأخذ طرقا مبتكرة فى الصين، حيث يمكن للشاب والفتاة حاليا البحث عن شريك الحياة من خلال استقلال وسائل المواصلات أو ما يعرف (بأتوبيس الغرام)، والذى يحمل الرقم (55)، وهو أتوبيس نقل عام يسير فى شوارع بعض المدن الصينية كانت قد ابتدعته مدينة هانغتشو جنوب الصين، للمرة الأولى خلال العام الماضى وهو يتميز باستقبال جميع الشباب والفتيات المقبلين والباحثين عن حياة جديدة فى (عيد العزاب) للتعارف. وأتوبيس الغرام ليس فقط الوسيلة للوصول إلى شريك العمر، فهناك "متجر الحب"، حيث أصبح شريك الحياة الآن متاحا على رفوف المتجر المخصص لتوفير خدمات الزواج، أو الحب فى الصين، بعد أن توقعت الإحصاءات وصول عدد العزاب إلى أكثر من 27 مليونا على مدى 11 عاما، وبالمتجر تتجاور على الرفوف صور وبيانات الراغبين فى الزواج من الجنسين وكلمات رقيقة لكل منهم تظهر مشاعره الحقيقية ورؤيته فى الاستقرار وبناء أسرة.من ناحية أخرى، نتيجة لسحر أرقام تاريخ اليوم فقد شهدت الساعات الأولى من صباح يوم (11/11) " أو يوم العزاب " فى الصين، كعادتها كل عام، إقبالا غير مسبوق على إبرام عقود الزواج، حيث توقعت إدارة الشئون المدنية الصينية زيادة عدد المقبلين على الزواج خلال اليوم ليتجاوز 2500عقد زواج، ما يمثل حوالى 9 أضعاف العدد اليومى فى مناسبات عادية أخرى على مدار السنة. ويقول أساتذة علم الاجتماع بالجامعات الصينية إن "ظاهرة العزوبية لدى الإناث والذكور من السمات البارزة فى المجتمع الصينى، ووفقا للإحصائيات، بلغ فى العاصمة بكين وحدها، عدد الشباب والشابات الذين تعدوا سن الزواج ولم يعثروا على الشريك المثالى 500 ألف شخص خلال العام الماضى، وذلك نتيجة التحولات الاجتماعية والاقتصادية التى شهدتها الصين، والتى ساهمت فى تحرر المرأة من تبعية الرجل والرفع من مكانتها عبر تعليمها وخروجها لسوق الشغل وتعاملها بندية مع الرجل والزوج".وأضافوا أن "هناك أسبابا أخرى للظاهرة منها انشغال الشباب فى العمل أو صعوبة إيجاد نصفه الثانى الذى يحلم به، ولكى يستطيع العزاب الخروج من هذه المشكلة التى تعود عليهم بأضرار نفسية ومشاكل اجتماعية أخرى، قرروا اختيار "عيد العزاب" يوم 11 نوفمبر من كل عام ليقوم العديد منهم إضافة لجمعيات العزاب والعوانس بالقيام بنشاطات متنوعة احتفالا بهذا اليوم لجمع شمل أكبر عدد منهم".