ضغط الكروات الذين يعيشون فى الولايات المتحدة على أيقونة موسيقى الروك بوب ديلان للحصول على اعتذار عما بدر منه من تصريحات قارن فيها مواطنين كروات بالنازيين ومنظمة كو كلوكس كلان.وقال الاتحاد الوطنى للأمريكيين من أصول كرواتية ومقره واشنطن: "إننا نشعر بخيبة أمل شديدة بسبب ما قام به السيد ديلان من تشبيه ومقارنة الشعب الكرواتى بالنازيين ومنظمة كو كلوكس كلان". واتهم الادعاء العام الفرنسى هذا الأسبوع هذا الشاعر والملحن (72 عاما) بالتحريض على الكراهية بسبب تصريحاته فى مقابلة جرت فى عام 2012 مع مجلة "رولينج ستون" حينما كان يتناول العلاقات العرقية فى الولايات المتحدة.ووجه إليه الاتهام بسبب شكوى قدمت ضده من مجلس الجالية والمؤسسات الكرواتية فى فرنسا. وقال ديلان للمجلة: "يعلم السود أن بعض البيض لا يريدون أن يتخلوا عن العبودية وأنهم (السود) إذا كانوا قد نجحوا فى نيل الحرية فإنهم لا يزالون يرزحون تحت نير العبودية، ولا يمكنهم أن يدعوا أنهم لا يعرفون ذلك". وأضاف: "الشعور بأن لدى المرء (جينات) تجرى فى دمه بأنه عبد وأن له سيد هو شعور يمكن أن ينتاب السود، فذلك الشعور ما زال باقيا حتى يومنا هذا، تماما مثلما يمكن لليهود أن يشعروا بدم النازيين والصرب أن يشعروا بدم الكروات". وفى شكل من أشكال تقديم الدعم لنظيراتها الفرنسيات أدانت المنظمة الأمريكية للكروات أيضا هذه التصريحات وطالبت بـ"اعتذار فورى" وعرضت على ديلان الجلوس مع الكروات ليعرف اكثر عن التاريخ ويعرف الحقائق. وقال الاتحاد الوطنى للأمريكيين من أصول كرواتية: "الحقيقة هى أن الشعب الكرواتى لم يكن معتديا أو عنصريا أبداً".وأشارت المنظمة التى تتخذ من فرنسا مقرا لها أنها قد تسحب شكواها وتوقف المحاكمة، التى تعد ممكنة فى ظل القانون الفرنسى، إذا اعتذر ديلان. وخلال الحرب العالمية الثانية، كان يحكم كرواتيا نظام دمية نازى طبق قوانين النازية العنصرية وأدار مخيمات تعرض فيها عشرات الآلاف من اليهود والصرب والغجر وغيرهم للإبادة من جانب الخصوم.اندلعت أعمال العداء العرقى بين الصرب والكروات مرة أخرى فى أواخر الثمانينيات من القرن الماضى، مما أدى إلى نشوب صراع فى أعقاب انفصال كرواتيا عن يوغوسلافيا فى عام 1991. وقد قدم كلا البلدين اتهامات بالإبادة الجماعية ضد بعضهما البعض فى محكمة العدل الدولية.