قبل 16 قرنا كان كوانجايتو الكبير يحكم امبراطورية تمتد من جنوب سيول  وصولا الى منشوريا الصينية راهنا،  الا ان مملكته جوهرة سلالة كوغوريو، هي اليوم موضع جدل تاريخي حاد لكنه كامن مع الصين.يعتبر هذا الملك الظافر في عدة معارك بطلا وطنيا في الكوريتين. وقد أثارت مساعي الصين لادراج مملكة كوغوريو قي تراثها استياء جارتيها.ومدينة جيان الصينية الواقعة على ضفة نهر يالو الحدودي بين الصين وكوريا الشمالية كانت إحدى عواصم مملكة كوغوريو.وهي تختزن كنوزا تاريخية قيمة وذخائر ثقافية، من بينها ضريح ملكي مدرج في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مزين برسوم جدارية تظهر مصارعات تقليدية ورحلات صيد النمور.ومن أبرز رموز هذا الجدل، مسلة يبلغ ارتفاعها ستة أمتار حفر عليها اسم الملك كوانجايتو في الغرانيت بالحروف الصينية التي كانت مستعملة في تلك الفترة في شمال شرق آسيا.وأكد الزائر الكوري الجنوبي هوانغ سين غو أن "مملكة كوغوريو جزء من التاريخ الكوري وليس الصيني ... ونظن أن الصين تحرف الوقائع على طريقتها".وتناهت هذه التصريحات إلى مسامع الزائر الصيني زهانغ مينغ الذي أشار بدوره إلى الحروف المدونة على النصب، متسائلا "كيف تكون كورية إذا كانت مكتوبة بالصينية؟" وتعرض الصين وجهة نظرها في هذه المسألة في متحف في مدينة جيان مخصص لسلالة كوغوريو شرح فيه أن "سلالة كوغوريو كانت في تلك الفترة تخوض حربا مع الصين الوسطى والأمم والقبائل المجاورة ... لكنها خضعت في نهاية المطاف لسلطة سلالات الصين الوسطى القديمة وبات تاريخها تابعا لممالك" الصين.ويبدو أن هذه المسألة جد حساسة بحيث أن مراسل وكالة فرانس برس أوقف خلال زيارته المتحف واقتيد إلى مركز الشرطة قبل إطلاق سراحه وأمره بمغادرة المدينة. وبالنسبة إلى الكوريين في الجزء الشمالي والجنوبي من شبه الجزيرة، ما من شك في أن سلالة كوغوريو هي جزء من تاريخهم. وهذا التراث مدرج في الثقافة الشعبية وعدد من الروايات والمسلسلات التلفزيونية، من قبيل مسلسل "السيف وورق الورد" الذي يروي قصصا غرامية على خلفية النزاعات السياسية الدائرة في نهاية الحكم.ويمتد تاريخ مملكة كوغوريو من العام 37 قبل الميلاد حتى العام 668 عندما انهزمت أمام مملكة سلالتي تانغ وسيلا الصينيتين المنافسة لها في شبه الجزيرة الكورية. لكن أراضي هذه الإمبراطورية المعروفة بغوغوريو في كوريا الجنوبية وغاوغولي في الصين باتت موزعة اليوم على أربعة بلدان هي الكوريتان والصين وروسيا.وقد بلغ هذا الجدل ذروته قبل 10 أعوام عندما أطلقت الصين مشروعا لإعادة النظر في تاريخ حدود البلاد في المنطقة.واعتبرت كوريا الجنوبية هذا المشروع محاولة لتحريف التاريخ الكوري ودليلا على نية الصين إدماج كوريا الشمالية في أراضيها في حال انهار نظام هذه الأخيرة. وقد خصصت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية قسما لهذه المسألة على موقعها الإلكتروني، تماما كما هي الحال بالنسبة إلى جزيرة دوكدو المتنازع عليها مع اليابان والتي تعرف في الأرخبيل بتاكشيما.وجاء في الموقع أن "سيول تعتبر مسائل تاريخ غوغوريو من قضايا الهوية الوطنية وتضعها بالتالي على رأس أولوياتها". وفي العام 2006، كان الرئيس الكوري الجنوبي السابق روه مو هيون قد أثار هذه المسألة مع رئيس الوزراء الصيني في تلك الفترة وين جيباو. وجمدت المناقشات منذ ذلك الحين، لكن سيول تتابع عن كثب الحالات الجديدة من التحريف التاريخي.وصرح آدم كاثكارت الأستاذ المحاضر في التاريخ الصيني في جامعة ليدز البريطانية "بالنظر إلى تاريخ الصين مع كوريا الشمالية أو الجنوبية، يلاحظ أن هذه المسألة تشكل عائقا أو مصدر استياء هو محط أنظار الأطراف جميعها".وكوانجايتو الذي حكم بين العامين 391 و413 معروف في الصين تحت اسم هاوتايوانغ وهو يكتب غوانغايتو في كوريا الجنوبية. وباتت اليوم سفن حربية تحمل اسمه.