قال مسئولون وشيوخ قرويون إن الآلاف فروا من منطقة على الحدود الباكستانية مع أفغانستان، بعد قصف مخابئ المسلحين هذا الأسبوع، وهو الهجوم الذى خلف عشرات القتلى. وشنت القوات الجوية الباكستانية غارات جوية على منطقة وزيرستان الشمالية، بعدما أعلنت حركة طالبان مسئوليتها على هجمات دموية ضد قوات الأمن هناك. تضاربت المزاعم بشأن هوية قتلى الغارات، التى بدأت فى وقت متأخر الاثنين وتواصلت حتى ساعات مبكرة من الثلاثاء وقال مسئول عسكرى، إن الغارات أسفرت عن مقتل أربعين متمردا، فى حين قال سكان إن مدنيين كانوا من بين القتلى. لطيف الرحمن، وهو متحدث باسم إدارة الكوارث الإقليمية، قال السبت إن هذه الغارات شردت ستة آلاف أسرة، لكن نصفهم تقريبا عادوا إلى منازلهم. وأضاف أن السلطات تقوم ببعض الترتيبات لتوفير المأوى والغذاء للمتضررين وقال أحد مشايخ القبائل البارزين، ويدعى غول صالح خان، إن أكثر من 70 ألف شخص فروا إلى البلدات والقرى والمدن القريبة من وزيرستان الشمالية. وتابع خان "كنا نياما فى منزلنا عندما بدأ الجيش بشكل مفاجئ غاراته الجوية قبل منتصف ليل الاثنين.. انتقلنا سريعا إلى الحقل مع النساء والأطفال، وغيرهم، وقضينا الليلة نلتحف السماء". ولفت خان إلى أنه وصل إلى مدينة بيشاور شمال غربى البلاد مع أسرته الثلاثاء الماضى بدوره، قال رحيم نواز إن الكثيرين اضطروا لمغادرة منازلهم، خوفا من عملية عسكرية شاملة. وأضاف نواز "كان يتعين أن تصدر الحكومة تحذيرا قبل إسقاط القنابل على قرانا"، مشيرا إلى أن أسرته وأقاربه يقطنون مدرسة، على بعد كيلو مترات من بلدة مير على. وبسبب أعمال العنف المتزايد، يضغط الشعب على الحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء نواز شريف لمعالجة قضية التشدد بقوة ولطالما أيد شريف سياسة التفاوض مع المسلحين. وفى وقت سابق هذا الأسبوع، قالت طالبان باكستان إنها ستكون معنية بمحادثات السلام فقط، إذا أثبتت الحكومة إخلاصها وحسن نيتها، وامتلاكها للسلطة الكافية، فى إشارة إلى أن الجيش هو القابض على السلطة فى باكستان. ونفذت باكستان عددا من الهجمات ضد طالبان، فى مناطق قبلية أخرى، لكن وزيرستان الشمالية كانت بمنأى إلى حد كبير عن هذه الهجمات.