اطلقت الاثنين الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاقامة العلاقات الصينية الفرنسية في بكين حيث يقام معرض في ساحة تيان انمين وكذلك حفل موسيقي بمناسبة حدث تؤكد فرنسا انه "يتطلع الى المستقبل".وفي 27 كانون الثاني/يناير 1964 وفي اوج الحرب الباردة، اعترفت فرنسا في ظل حكم الجنرال ديغول بالصين الشيوعية ما ادى الى تغيير الخارطة الجيوسياسية العالمية.وكانت فرنسا اول دولة عظمى غربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع نظام ماو تسي تونغ. وبسبب فارق الوقت بدأت الاحتفالات في بكين بسلسلة انشطة في ساحة تيان انمين، قلب سلطة النظام الشيوعي.وستنظم الاوركسترا السمفونية للحرس الجمهوري حفلة في المتحف الوطني مساء.كما نظمت مأدبة غداء في مناسبة الاحتفال بالصداقة الفرنسية-الصينية في قصر الشعب العظيم ضمت في هذا المبنى الذي تعود هندسته الى الحقبة السوفياتية مسؤولين صينيين ووفد فرنسي يضم برلمانيين بشكل خاص. والقى مضيف الحفل زهانغ دجيانغ رئيس الجمعية الوطنية الشعبية خطابا تقليديا اشاد فيه "بالرؤية الاستراتيجية والشجاعة السياسية لماو تسي تونغ والجنرال ديغول".لكن مبادرة ديغول لم تأت بامتيازات خاصة حيال فرنسا.من جهته اكد رئيس الوفد الفرنسي كلود بارتولون رئيس الجمعية الوطنية ان احياء هذه الذكرى يعتبر "تطلعا نحو المستقبل". وعبر عن امله خلال حديث مع الصحافيين في ان تقتنص فرنسا الفرصة للترويج لتكولوجياتها للقرن الحادي والعشرين، تلك التي من شأنها ان تعزز التبادل التجاري مع ثاني قوة اقتصادية في العالم.وقال بارتولون "يجب ان تكون فرنسا متواجدة اقتصاديا في الصين كما هي متواجدة سياسيا" معبرا عن اسفه "للفارق الكبير" بين العلاقات الدبلوماسية "المتينة" والتبادل التجاري غير المتوازن. وفي العام 2013 سجلت فرنسا عجزا تجاريا مع الصن بلغ حوالى 36 مليار دولار. من جهته اكد وانغ يي وزير الخارجية الصينية ونظيره الفرنسي لوران فابيوس في مقالة نشرت الاثنين "نعتقد ان الدولتين وخصوصا الشباب سيخلدان التقليد الذي يفيد العلاقات الصينية-الفرنسية ومواجهة معا تحديات القرن الحادي والعشرين".ونشرت هذه المقالة متصدرة اربع صفحات اعدتها للمناسبة "صحيفة الشعب" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني.كما دشن الاثنين في قاعة كبرى في المتحف الوطني معرض يستعيد خمسة عقود من العلاقات بين باريس وبكين. ولم يفلت اختيار الصور المقترحة من مقص رقابة السلطات الشيوعية كما اقرت مؤسسة شارل ديغول منظمة المعرض.وهكذا غابت صور لجاو جيانغ، القيادي الذي اثار غضب السلطات بعدما ساند الطلاب في حركة المطالبة بالديموقراطية عام 1989.لكن ابرز ما في المعرض صورة سيارة السيتروين السوداء التي تعود للجنرال ديغول الذي يبقى في الصين شخصية معروفة تحظى باحترام كبير. وكتبت صحيفة غلوبال تايمز الرسمية الصينية الاثنين "قد تكون باريس بحاجة الى ديغول ثان لمزيد من التقارب بين البلدين".وشددت الصحيفة على التناقض الصارخ بين الصين "التي تمثل القوة الجديدة الناشئة" وفرنسا "التي ترمز للامم الاوروبية القديمة".وستتواصل الاحتفالات الاثنين في باريس مع احياء عرض "ليلة صينية".ثم تنحصر الاحتفالات في 400 مشروع لا سيما ثقافي تقام طوال سنة 2014 في كل من البلدين.