ليس مستغربا على أى بحار غامر وأبحر فى البحار الجنوبية أن يسمع أن هذه المنطقة من أكثر مناطق العالم تعرضا للعواصف. لكن ما قد يفاجئه هو أن يعرف أن الدورة النمطية للعواصف فى جزء كبير من النصف الجنوبى للكرة الأرضية لا تحدث بشكل عشوائي بل إنها على مدار العام تضرب المنطقة بانتظام ما بين كل 20 و30 يوما. كان هذا ما خلص إليه علماء درسوا ثلاثة عقود من بيانات المجال الجوى ورصدوا هذا النمط فى جزء شاسع من المحيط الجنوبى ممتد من أقصى الطرف الجنوبى لكل من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأستراليا وحتى ساحل المنطقة القطبية الجنوبية. ودرس العلماء دورات مناخية واسعة النطاق عند خطوط العرض الوسطى فى النصف الجنوبى للكرة الأرضية. ورصدوا انتظاما فى موجات الحر التى تحملها العواصف من المنطقة المدارية وحتى خطوط العرض الأبرد قرب القطب الجنوبى. والعلماء يعتقدون أن الدورة النمطية للعواصف تعمل بالشكل التالى: تسخن الشمس الأجواء فى خطوط العرض الاستوائية إلى الشمال مما يخلق تضادا مع الدرجات الباردة الأقرب من المنطقة القطبية. هذا التضاد فى درجات الحرارة يخلق حالة من عدم الاستقرار الجوى لتنطلق العواصف، ثم تجىء العواصف بدورها لتلطف الاختلاف فى درجات الحرارة بين الشمال والجنوب لتبدأ الدورة النمطية من جديد. وقاد ديفيد طومسون خبير الأرصاد الجوية بجامعة كولورادو الدراسة التى نشرت فى دورية (ساينس) وقال فى اتصال هاتفى "طاقة العواصف- وهى فى المتوسط تتشكل فوق خطوط العرض الوسطى من النصف الجنوبى للكرة الأرضية- لها نمط يتكرر ما بين 20 و30 يوما”. ويقول الباحثون إن هذا الكشف يعمق من فهم طريقة عمل العوامل الجوية فى النصف الجنوبى من الكرة الأرضية ويمكن أن يفيد الأرصاد الجوية فى المنطقة. ودرس طومسون وزميلته إليزابيث بارنز البيانات التى جمعتها أقمار المراقبة الصناعية وقياسات البالون الجوية وبيانات درجات الحرارة على سطح الأرض على مدى 30 عاما. كما لجأوا إلى النماذج التى توضع فى برامج للكمبيوتر للتأكد من صحة ما توصلوا إليه بشأن الدورة النمطية للعواصف.