حدد قاض فدرالي اميركي الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر موعدا لمحاكمة المتهم باعتداء ماراتون بوسطن جوهر تسارناييف، رافضا بذلك طلبا من الدفاع بمنحه مزيدا من الوقت. وقد اسفر الاعتداء عن ثلاثة قتلى و264 جريحا في 15 نيسان/ابريل لدى وقوع انفجارين متزامنين لقنبلتين يدويتي الصنع كانتا موضوعتين في طنجرتي ضغط، بين الجموع قرب خط الوصول للسباق الشهير الذي كان يشارك فيه الاف العداءين. والاعتداء الذي عطل هذا السباق الشعبي، اعاد الى الاذهان في الولايات المتحدة ذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. واعلن القاضي جورج اوتول الاربعاء موعد المحاكمة خلال جلسة تقنية في محكمة بوسطن لم يحضرها المتهم الذي يبلغ العشرين من عمره والذي قد يحكم عليه بالاعدام. واعتبر القاضي ان هذا الموعد واقعي. وتمنى الدفاع وخصوصا المحامية الاساسية عن تسارناييف، جودي كلارك الا تبدأ المحاكمة قبل ايلول/سبتمبر 2015، متذرعة بالكمية الكبيرة من المعلومات في الملف. وقال القاضي ان المحاكمة ستستمر بضعة اشهر. وفي العاشر من تموز/يوليو الماضي، دفع جوهر تسارناييف ببراءته. وتسارناييف مسلم شيشاني الاصل حصل على الجنسية الاميركية في 2012 وكان يعيش منذ عشر سنوات في بوسطن. وتوجه اليه تهمة الاقدام على تنفيذ الاعتداء مع شقيقه البكر تيمور لنك (26 عاما) الاكثر تطرفا والذي قتل خلال ملاحقة مع الشرطة بعد ثلاثة ايام على الاعتداء. وفي ختام مطاردة واسعة، اعتقل جوهر الذي كان مختبئا في زورق بحديقة في ضاحية بوسطن واصيب بجروح خطرة. وكتب على احد جدران الزورق ان "الحكومة الاميركية تقتل مدنيينا الابرياء. لا استطيع ان اتحمل بقاء هذه الاذية من دون عقاب. نحن المسلمين جسم واحد، واذا ما اسأتم الى واحد منا فانكم تسيئون الينا جميعا". وما زال في استطاعة الدفاع ان يطلب تغيير مكان المحاكمة بسبب مشاعر الغضب التي يثيرها الاعتداء في بوسطن. والموعد النهائي لهذا الطلب تحدد في 18 حزيران/يونيو. وتوجه الى جوهر تسارناييف تهمة استخدام السلاح والتدمير الشامل الذي ادى الى الوفاة، والقيام باعتداء في مكان عام واستخدام سلاح ناري، وقد يحكم عليه بالاعدام بسبب 17 من 30 تهمة موجهة اليه. ولأن هذه القضية فدرالية، اعلن وزير العدل ايريك هولدر في 30 كانون الثاني/يناير انه سيطلب انزال عقوبة الاعدام بالمتهم. وهذه مسألة نادرة نسبيا على الصعيد الفدرالي. فقد صدر 70 حكما بالاعدام منذ 1988، لكن ثلاثة منها فقط قد نفذت، كما يقول مركز الاستعلام حول عقوبة الاعدام. وكان تيموتي ماكفاي الذي دين في 1997 باعتداء اوكلاهوما سيتي في نيسان/ابريل 1995 (168 قتيلا واكثر من 600 جريح)، آخر محكوم ينفذ فيه حكم الاعدام بتهمة الارهاب في 2001. وقد جنبت جودي كلارك من عقوبة الاعدام عددا من المدانين المشهورين، ولاسيما الفرنسي زكريا موسوي المتهم بالتواطؤ في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، وتيد كازينسكي خبير الرياضيات الذي ارسل بين 1978 و1995 خمسة عشر طردا مفخخا (3 قتلى و23 جريحا) الى الولايات المتحدة. وجنبت ايضا من عقوبة الاعدام اريك رودولف منفذ الاعتداء في الالعاب الاولمبية في اتلانتا في 1996 (قتيلان واكثر من 100 جريح). وفي نهاية المطاف اعترف هؤلاء الثلاثة بالتهم الموجهة اليهم وحكم عليهم بالسجن مدى الحياة.