هم بشر محشورون داخل صناديق شبكية في حجم التابوت، لا يتعدى طولها 6 أقدام وعرضها لا يزيد على 3 أقدام، حتى أن بعضهم لا يستطيع أن ينام فاردًا جسده فيضطر للنوم في وضع القرفصاء. هذه المشاهد ليست من أفريقيا الوسطى، لكن لفقراء أجبروا على العيش مثل الحيوانات في أقفاص للكلاب في مدينة "هونج كونج"، التي تعتبر واحدة من أغنى مدن العالم ويبلغ عدد سكانها أكثر من 7 ملايين نسمة. لكن صغر مساحتها، أدى إلى ارتفاع في سعر العقارات حتى وصلت كلفة إيجار شقة مكونة من غرفة واحدة إلى 1200 جنيه إسترليني. بدأت هذه المشاهد في ستينيات القرن الماضي، عندما تدفق المهاجرون الصينيون للبحث عن حياة كريمة في المستعمرة البريطانية التي أضحت أحد أبرز معالم ظاهرة النمور الآسيوية، ومع ذلك لم يعش داخل هذه الأقفاص سوى بضعة آلاف لكن طفرة في عدد المواليد أدت إلى ارتفاع العدد المقدر إلى 100 ألف في عام 1997. ذلك بينما قدرت الحكومة الصينية، عدد من يعيشون بدون سكن في هونج كونج، بحوالي 170 ألف ولكن الكثير من المنازل التي تشبه الأقفاص تدار بصورة غير قانونية فلذلك من المستحيل تقدير العدد الحقيقي، مع أن مدينة كهونج جونج نادرًا ما ترى فيها مشردين، إلا أن ارتفاع نسبة التشرد في السنوات الماضية بشكل ملحوظ جعل الآلاف يعيشون تحت الجسور وفي الأنفاق. وتبدو في الصور التي نشرتها "الدايلي ميل" البريطانية، مظاهر البؤس والفقر على سكان هذه الأقفاص، ممن يعيشون حياة مشردة، بلا أفق، ويأكلون من فضلات الطعام.