واشنطن ـ أ.ف.ب
ما كان مارتن لوثر كينغ ليتصور ان اولاده سيختلفون على رموز نضاله من اجل الحقوق المدنية وبالتحديد انجيله وجائزة نوبل السلام التي نالها. ففي حلقة جديدة من مسلسل طويل من المعارك القضائية، ينقسم ورثة هذا المناضل الكبير حول احتمال بيع هاتين القطعتين الرمزيتين. وتتواجه في المعركة بيرينيس البرتن كينغ (50 عاما) صغرى ابناء مارثن لوثر كينغ الثلاثة الذين لا يزالون على قيد الحياة وهي قس على غرار والدها وتؤكد انها حارسة الارث الاخلاقي لزعيم النضال من اجل الحقوق المدنية للسود الذي اغتيل في العام 1968، مع مارثن لوثر كينغ الثالث الابن الاكبر والناشط المعروف جدا في وسائل الاعلام، ودكستر سكوت كينغ الوحيد الذي انتقل للعيش في كاليفورنيا من اجل خوض غمار السينما. وفي نهاية كانون الثاني/يناير، اعلن الشقيقان لشقيتهما الصغرى انهما يرغبان في بيع انجيل والدهما الذي كان يحمله معه على الدوام وجائزة نوبل التي منحت اليه في العام 1964. وبموجب اتفاق ابرم في العام 1995، يتمتع كل من الاولاد الثلاثة بحق التصويت في إطار مؤسسة "استايت اوف مارتن لوثر كينغ جونيور اينك" التي تمتلك كل ارث مارتن لوثر كينغ. وتعتبر بيرينيس التي تحتفظ بالقطعتين في مصرف في اتلانتا (جورجيا جنوب شرق) مسقط رأس العائلة، ان بيع الانجيل والجائزة امر يتجاوز كل الحدود. وقد صوتت ضد ذلك في حين أيد شقيقاها عملية البيع. واستمرت بيرينيس برفضها، فرفع شقيقاها شكوى واندلع النزاع. وانتقلت الشقيقة الصغرى الى موقع الهجوم من خلال بثها عبر الصحافة بيانا ادانت فه عملية البيع "غير المقبولة والمهملة على الصعيد التاريخي والمدانة بالكامل على الصعيد الاخلاقي". وبعد ايام قليلة على ذلك، دعت وسائل الاعلام الى كنيسة ابينزير المعمدانية في اتلانتا التي ألقى فيها ابوها الكثير من العظات، محاة بعدد من الاشخاص المرموقين في حركة الحقوق المدنية. وقالت يومها "هذه القطع ينبغي الا تباع ابدا الى اي شخص او مؤسسة لأنها مقدسة. انا اعتمد هذا الموقف الصلب من اجل والدي لانه لم يعد هنا ليقول +انجيلي واوسمتي ليست للبيع+". ويوضح المؤرخ رالف لوكر احد ناشري كتاب "ذي بايبرز اوف مارتن لوثر كينغ جونيور"، ان "الخلافات بين اولاد مارتن لوثر كينغ ليست بالجديدة. والتحالفات بينهم تتغير بانتظام. فبعد وفاة والدتهم تولى دكستر رئاسة مركز +كينغ سنتر+ لفترة من الزمن قبل أن يدفعه مارتي وبيرينيس إلى التخلي عن هذا المنصب الذي منح إلى مارتي. ثم تحالف دكستر مع بيرينيس لإقالة مارتي". وكانت يولاندا الشقيقة البكر التي توفيت سنة 2007 تلعب دور صلة الوصل بين الأشقاء الثلاثة، لا سيما بعد وفاة والدتهم كوريتا في العام 2006. وكانت يولاندا الوريثة المباشرة لمارتن لوثر كينغ الذي لم يترك أي وصية، على ما ذكر رالف لوكر. وبعد وفاة الشقيقة البكر، جنى الإخوة الثلاثة 32 ملايين دولار من مبيعات المستندات الشخصية التابعة لمارتن لوثر كينغ التي شملت مراسلاته وخطاباته. ورجح المؤرخ أن "يكون الشقيقان قد أنفقا حصتهما من الاموال وهما بحاجة إلى المزيد". وللوقت الراهن، أمر القاضي روبرت ماكبورني بيرينيس كينغ بإيداع الإنجيل والجائزة في خزنة مصرفية يحتفظ هو بمفتاحها ريثما يتخذ القرار المناسب الذي قد يستغرق عدة أشهر. وقد أحزن هذا النزاع العائلي عدة مقربين من العائلة. وقد تكون عائدات عملية البيع هذه، في حال نظمت، جد مرتفعة، لا سيما أن أنجيل مارتن لوثر كينغ هو ذلك الذي حلف عليه باراك أوباما اليمين خلال حفل تنصيبه لولاية ثانية.