بعد اسبوع على غرق العبارة "سيول" الكورية الجنوبية وعلى متنها مئات الركاب، تم انتشال اكثر من 120 جثة ولا يزال 180 شخصا معظمهم من التلاميذ في عداد المفقودين ما يطيل معاناة الاهالي. وصباح كل يوم تتجمع عائلات المفقودين في ميناء جيجو الجزيرة القريبة من مكان وقوع الكارثة وينتظرون وصول الجثث التي تنقلها زوارق الى الشاطىء. ووفقا لحصيلة نشرت الاربعاء انتشل الغطاسون 136 جثة ولا يزال 166 شخصا في عداد المفقودين يرجح ان يكونوا قضوا. وغرقت العبارة التي كان على متنها 476 شخصا الاربعاء الماضي في الساعة التاسعة صباحا قبالة السواحل الجنوبية لكوريا اثناء ابحارها الى جزيرة جيجو السياحية. وكان اكثر من 350 راكبا من التلاميذ في رحلة مدرسية يرافقهم 10 اساتذة. وكان التلاميذ من مدرسة دانوون في مدينة انسان جنوب سيول التي اصبحت عاصمة الحداد في بلد تحت وقع الصدمة بعد ان قضى او فقد 280 طالبا. ومساعد مدير المدرسة الذي نجا انتحر بعد يومين من وقوع الحادث. وفي القاعة الرياضية للمدرسة علقت صور 22 تلميذا اقيمت جنازتهم وسط باقات من الورود البيضاء والصفراء والخضراء. وعلقت على احد الجدران لافطة كتب عليها "نصلي لارواح الذين قضوا" في الحادث. وفي ميناء جيندو نقلت اخر الجثث التي انتشلت الى خيمة للتعرف على هوياتها. وقال عضو في فريق الاطباء الشرعيين لافراد من اسر الضحايا تم استدعاؤهم لان الملابس او بطاقات الهوية التي عثر عليها على الجثث تتماشى مع وصف الاقارب "اني هنا لاساعدكم على التعرف الى الجثث". واضاف في غرفة موازية انتقل اليها مع الاهالي "لقد غسلنا الجثث لكننا لم نخلع الملابس لتسهيل عملية التعرف على الهوية". وبعد دقائق يسمع من الغرفة صراخ ونحيب بعد ان يكون الوالدان تعرفا على جثة. ويكاد الكوريون الجنوبيون لا يصدقون ان كارثة بهذا الحجم يمكن ان تقع في بلادهم. واعرب الاهالي والصحافة والرأي العام عن غضبهم والمهم في انتقادات عنيفة موجهة الى السلطات عموما: الحكومة وخفر السواحل وفرق الاغاثة والشركة المالكة للعبارة. وصباح الاربعاء قام المحققون بتفتيش مقار عدة  شركات تابعة لشركة شونغهايجين البحرية المالكة للعبارة سيول. وصرح كيم هو جونغ احد القضاة المكلفين الملف لفرانس برس ان التحقيق يتعلق بشبهات "بالفساد داخل الادارة". ومنع اكثر من سبعين مسؤولا في الشركة من الخروج من البلاد لشهر على الاقل. وتعرض قبطان العبارة لي جون سوك لانتقادات لاذعة في الصحف. فقد اعتقل مع ستة من افراد الطاقم ويلاحق بتهمة الاهمال والتقصير في ضمان سلامة الغير. واوقف شخصان اخران من افراد الطاقم مساء الثلاثاء. ويؤخذ عليه التاخير في اخلاء العبارة حين كان ذلك لا يزال ممكنا، بعد الصدمة التي جمدتها وقبل ان تجنح وتغرق في قعر الماء بعد اربعين دقيقة، وفيما بعد غادر السفينة بينما كان مئات الركاب لا يزالون فيها محاصرين وسط المياه التي تدفقت الى داخلها. وقال احد البحارة الناجين ان الطاقم حاول الوصول الى قوارب النجاة لكن "العبارة كانت مائلة جدا". وانزل قارب واحد من قوارب النجاة ال46 الى البحر. وكشفت اتصالات نشر مضمونها في نهاية الاسبوع بين السفينة والسلطات البحرية عن الهلع المسيطر على الطاقم الذي عجز عن اتخاذ قرار فيما كانت العبارة المسمرة على وشك الغرق. والقبطان والقسم الاكبر من الطاقم هم من بين الاشخاص الـ174 الذين عثر عليهم احياء بعد وقت قليل على وقوع الحادث. واعتبرت رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين هيي التي تم التعرض لها خلال لقاء متوتر مع اهالي المفقودين الاسبوع الماضي، ان ما فعله قبطان العبارة وطاقمها هو "بمثابة جريمة قتل". أ ف ب