اسفرت اعمال عنف جديدة عن عشرة قتلى الاربعاء في بانغي، عشية قسم الرئيسة الانتقالية في افريقيا الوسطى كاترين سامبا بانزا اليمين غدا الخميس. وما زال "القسم الاكبر" من اراضي الارياف تحت سيطرة زعماء الحرب، كما قال في باريس اسقف بانغي ديودونيه نزابالينغا وامامها عمر كوبين لاياما اللذان يدعوان منذ اشهر المواطنين الى السلام. وفي بانغي، وقعت اعمال عنف بين مقاتلين مسلمين من سيليكا السابقة ومدنيين وعناصر ميليشيات مسيحية، كما ذكر لوكالة فرانس برس شهود طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. ووقعت المواجهات قرب معسكر كاسايي القريب من وسط المدينة حيث يتمركز المتمردون السابقون، ويقع السجن المركزي في الحي نفسه، كما اضاف هؤلاء الشهود. واوضحوا انهم شاهدوا جثث ستة من المتمردين السابقين في حركة سيليكا امام السجن المركزي واربعة مدنيين مسيحيين عل اطراف السجن. واوضح مصدر دبلوماسي ان "اربعة من سيليكا السابقة كانوا في السجن قتلهم عناصر ميليشيات". وسمعت ايضا اصداء عيارات نارية حتى تدخل جنود من عملية سنغاريس الفرنسية والقوة الافريقية ميسكا، كما قال سكان، مشيرين الى ان التوتر ما زال حادا في القطاع بعد الظهر. واكد مراسل وكالة فرانس برس مقتل متمرد سابق بالساطور. ولدى مقتله، اعرب اكثر من مئة مسيحي عن ابتهاجهم، كما ذكر هذا الصحافي. وستقسم الرئيسة الجديدة لافريقيا الوسطى اليمين بعد ظهر الخميس لتخلف بذلك ميشال دجوتوديا بصورة رسمية. وكان دجوتوديا اطاح نظام فرنسوا بوزيزيه في اذار/مارس 2013 على رأس تحالفه المتمرد سيليكا، واضطر الى الاستقاله في 10 كانون الثاني/يناير تحت ضغط المجتمع الدولي الذي ضاق ذرعا بعجزه عن وقف المجازر بين المسيحيين والمسلمين. وفي تصريح صحافي ادلت به الثلاثاء في بانغي، شددت سامبا بانزا على "ان الافا من شباننا يحملون السلاح، وهم ينتمون إما الى سيليكا (مقاتلون معظمهم من المسلمين بزعامة دجوتوديا) وإما الى الميليشيات المسيحية المعادية لدجوتوديا. واذا ما تركنا هؤلاء الشبان في الشارع، فهذا يعني اننا لم نتوصل الى حل للمشكلة". واذا كانت افريقيا الوسطى شهدت اسابيع من المجازر الدينية التي قام بها خصوصا هؤلاء المقاتلون، فان آفة المجموعات المسلحة وحركات التمرد التي تمارس الابتزاز وتعتدي على الناس تستمر منذ سنوات في بلد تلاشت مؤسساته الادارية بما فيها الشرطة والدرك في مناطق بكاملها. وقالت الرئيسة الجديدة "يجب ان نرى مع الحكومة التي ستتشكل ... ما هي الفرص التي يمكن ان نقدمها الى هؤلاء الشبان، لأن ما يعتمل في نفوس هؤلاء الشبان الذين يعيشون في الفقر المدقع ولا تلوح امامهم اي بارقة امل للمستقبل، هو الذي غالبا ما يدفعهم الى القيام بأعمال عنف". واضافت "يجب ان نصغي اليهم ونعترف بتطلعاتهم ونقوم بتحليلات لمعرفة هل هي واقعية ام لا. وسنقوم بما يمكن القيام به، وسأوضح ذلك لهم". واوضحت الرئيسة الجديدة ان مهمة بسط السلام ونزع السلاح بصورة دائمة، تستدعي ان نعيد جميع هؤلاء الرجال المسلحين الى حياتهم الطبيعية، لان  البندقية هي التي تضمن لهم اليوم الحصول على القوت، على ان نؤمن لهم على الفور الحد الادنى من الموارد. وتواجه الرئيسة الجديدة في الوقت الراهن ازمة ميزانية. فصناديق ما تبقى من دولة افريقيا الوسطى فارغة تماما. وهذه المسألة ليست جديدة ايضا في بلد لم يحصل فيه بعض الموظفين على رواتبهم المتأخرة منذ اشهر. وقالت الرئيسة "ليس لدي اموال في الصناديق الان، وهذا ما يسبب لي هاجسا ... فمن دون دفع الرواتب، لن تتاح للموظفين امكانية استئناف العمل" واعادة تسيير ادارة معطلة، مشددة مرة اخرى على ضرورة الاسراع في التحرك. وتعهدت البلدان المانحة الاثنين بدفع 496 مليون دولار في 2014 لمساعدة افريقيا الوسطى. وقال وزير التنمية الفرنسي باسكال كانفان ان هذا المبلغ "سيغطي 90% من الحاجات الانسانية للعام 2014" و"100% من الخطة الطارئة للاشهر الثلاثة الاولى".