الرئيس الأميركي، جو بايدن،

وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على مدّ أوكرانيا بالذخائر العنقودية الأميركية من مخزونات وزارة الدفاع، في قرار سيعلنه اليوم الجمعة. وتأتي هذه الخطوة التي تتجاوز القانون الأميركي الذي يحظر إنتاج الذخائر العنقودية أو استخدامها أو نقلها، وسط مخاوف من تأخر هجوم كييف المضاد وتعثره في مواجهة القوات الروسية المتحصنة، وتضاؤل ​​المخزونات الغربية من المدفعية التقليدية.ويأتي ذلك بعد شهور من الجدل الداخلي في إدارة بايدن حول ما إذا كان سيتم توفير هذه الذخائر المثيرة للجدل، والتي تحظرها معظم دول العالم، واعتراضات العديد من حلفاء واشنطن الغربيين، على رأسهم ألمانيا، وكذلك منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. وانضمت أكثر من 100 دولة إلى اتفاقية تحظر استخدامها، لأنها «غير إنسانية وعشوائية». ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى معدلات الفشل المرتفعة التي تتناثر فيها الذخائر الصغيرة غير المنفجرة التي تعرض للخطر القوات الصديقة والمدنيين، وغالباً ما تبقى لعقود بعد انتهاء الصراع.

والولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا ليست أطرافاً في الاتفاقية. كما أن 8 من أعضاء حلف «الناتو» البالغ عددهم 31، لم يصادقوا على الاتفاقية.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن الخطوة «قرار صعب، وأرجأناه» لفترة، جازماً بأن الإقدام عليه في الوقت الراهن هو «الصواب».

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الجمعة، إن بلادها تعارض إرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا رداً على النقاش الدائر في واشنطن حول الموضوع.وتعارض منظمات حقوقية مثل هذه الخطوة، وقالت بيربوك إن ألمانيا تعارض ذلك أيضا بصفتها من بين 111 دولة عضوا في اتفاقية الذخائر العنقودية. ولدى سؤالها عما قاله مسؤولون أميركيون، قالت بيربوك للصحافيين في مؤتمر للمناخ في فيينا: «تابعت التقارير الإعلامية. بالنسبة لنا كدولة طرف في اتفاقية أوسلو فالاتفاقية تنطبق في هذه الحالة»، في إشارة لاتفاقية الذخائر العنقودية التي أتيحت للتوقيع عليها في العاصمة النرويجية عام 2008. وتحظر الاتفاقية استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الذخائر العنقودية.

ومن المقرر أن يحضر الرئيس الأميركي جو بايدن قمة لحلف شمال الأطلسي بعد أيام في ليتوانيا، ومن المتوقع أن يهيمن ملف الحرب في أوكرانيا على مناقشاتها. وناشدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» كلاً من روسيا وأوكرانيا التوقف عن استخدام الذخائر العنقودية، وحضت الولايات المتحدة على عدم تقديمها.

وتطلق الذخائر العنقودية عدداً كبيراً من القنابل الصغيرة التي تتسبب في قتل عشوائي في مساحة واسعة مما يهدد حياة المدنيين، وتشكل القنابل الصغيرة التي لا تنفجر خطراً لسنوات بعد انتهاء الصراع.

وفي آخر تقدير علني متاح قبل أكثر من 20 عاماً، قيّم البنتاغون أن معدل القذيفة «الفاشلة» يبلغ 6 في المائة، مما يعني أن 4 على الأقل من الذخائر الصغيرة الـ72 التي تحملها كل قذيفة، ستبقى غير منفجرة، عبر منطقة تبلغ مساحتها أكثر من 22 ألف متر مربع، أي ما يعادل حجم 4 ملاعب كرة قدم تقريباً.وقال مسؤول دفاعي: «نحن على دراية بالتقارير التي تعود إلى عدة عقود مضت، والتي تشير إلى أن بعض الذخائر ثنائية الغرض ذات العيار 155 ملم لديها معدلات تفجير أعلى». ويقول البنتاغون الآن إن لديه تقييمات جديدة، بناء على اختبارات حديثة حتى عام 2020، مع معدلات فشل لا تزيد عن 2.35 في المائة.

وفي حين أن هذا يتجاوز حد 1 في المائة الذي يفرضه الكونغرس منذ عام 2017، قال المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر الخميس، إن المسؤولين «يختارون بعناية» الذخائر بمعدل 2.35 في المائة أو أقل لنقلها إلى أوكرانيا. وقال المسؤول الدفاعي إن تفاصيل التقييمات الجديدة «غير قابلة للنشر»، بما في ذلك كيف ومتى وأين أجريت الاختبارات، وما إذا كانت تضمنت تدريبات إطلاق نار فعلية أو محاكاة افتراضية. وتقول المنشورات العسكرية إن هذه الأسلحة لا يمكن إطلاقها في التدريبات؛ لأنها جزءاً من مخزون احتياطي الحرب.

ومع حد 1 في المائة الذي فرضه الكونغرس، سيتجاوز الرئيس بايدن ذلك، وفقاً لمسؤول في البيت الأبيض، عبر سحب الذخيرة من مخزون الدفاع الحالي بموجب بند نادر الاستخدام في قانون المساعدة الخارجية، والذي يسمح للرئيس بتقديم المساعدة، بغض النظر عن الاعتمادات أو قيود تصدير الأسلحة، طالما قرر أن ذلك «يصب في المصلحة الحيوية» للأمن القومي للولايات المتحدة. غير أن الرسالة التي وجهها في مارس (آذار) الماضي، أعضاء جمهوريون في الكونغرس إلى البيت الأبيض، ذكرت أن الولايات المتحدة، قد يكون لديها ما يصل إلى 3 ملايين من الذخائر العنقودية المتاحة للاستخدام، وحضت بايدن على إرسالها؛ لتخفيف الضغط على إمدادات الحرب لأوكرانيا.

وهو ما عد تسهيلاً مباشراً للبيت الأبيض ووزارة الدفاع، للقيام بتوفير تلك الذخائر. ويمكن أن تساعد القنابل العنقودية أوكرانيا على تدمير المزيد من الأهداف والتحصينات الروسية، باستخدامها عدداً أقل من الذخائر المدفعية المكلفة، التي يتناقص مخزونها بشكل كبير، لدى الولايات المتحدة وحلفائها.

ويعتقد الخبراء أن الولايات المتحدة، تمتلك كميات كبيرة من هذه القنابل، ويمكن أن تسلمها بسرعة لأوكرانيا، ردا على استخدام القوات الروسية لها، في مناسبات عدة، بحسب مسؤولين أوكرانيين وجماعات حقوقية دولية، التي أشارت إلى أن أوكرانيا استخدمتها أيضا. وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إنه خلال الأيام الأولى من الحرب، كان هناك استخدام متكرر للقنابل العنقودية من قبل روسيا وأوكرانيا، حيث سجل العديد من الهجمات على أهداف مدنية، خصوصاً في أوكرانيا.

وكان الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، قد أعلن الأسبوع الماضي، أن تسليم تلك الذخائر مطروح بقوة على الطاولة، متوقعاً أن يصدر القرار في أي وقت لاحق.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية يدعو بايدن لإدانة حرق القرآن

 

بايدن يستعد لجولة أوروبية يلتقي خلالها ملك بريطانيا