اسطنبول ـ أ.ف.ب
اطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين الجمعة فاصيب 24 شخصا على الاقل اثناء تفريق احتجاجات مستمرة منذ اربعة ايام ضد مشروع بناء كبير في ساحة تقسيم الشهيرة في اسطنبول. واستلقى عدد من الجرحى ارضا بعدما فقدوا الوعي بسبب استهدافهم بكميات كبيرة من الغاز المسيل والدموع ورذاذ الفلفل فيما نقل شخصان الى المستشفى لاصابتهما في الراس على ما نقل مراسل فرانس برس. واصيب متظاهران بكسور في الذراع واخرون بكسور متنوعة عند انهيار سقالات عندما حاولوا الفرار من امام الشرطة في الساحة. واندلعت مناوشات متكررة بين الشرطة وعشرات المتظاهرين الذين هتفوا "انكم تقتلوننا" ورشقوا قوى الامن بالحجارة. وملأ الغاز المسيل للدموع نفق المترو ودخل عبر زجاج السيارات المارة فيما توافدت سيارات الاسعاف الى المكان لنقل المصابين. وكتب متظاهر على حسابه في موقع تويتر "انهم يرشون الجميع، كانها مبيدات" متابعا "اولاد واطفال وكبار في السن وسياح، لا يهمهم احد". واعرب الالاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن دعم المتظاهرين فيما اصدرت منظمة العفو الدولية بيانا الخميس تدين فيه "استخدام العنف المفرط ضد متظاهرين مسالمين". وبدأت الاعمال في تشرين الثاني/نوفمبر في الساحة التاريخية لتوسيع اماكن للمشاة في المنطقة المحيطة بالساحة التي تعتبر مكان تجمع معهود للتظاهرات والاحتجاجات ومقصدا رئيسيا للسياح. كما سعى المتظاهرون من سكان اسطنبول بمختلف اعمارهم الى الاحتجاج على مشروع تنفذه البلدية ويفترض اقتلاع عدد كبير من 600 شجرة تعتبر متنفسا لسكان المدينة. واعلن عن اعادة بناء ثكنات عسكرية عثمانية في ذلك المكان وكذلك مركز ثقافي واخر تجاري. ومنذ ان اتت الجرافات الى الحديقة الاثنين تحرك سكان المدينة المعتادين على التجول في الحديقة والناشطين المدافعين عن البيئة مدعومين بنواب، احتجاجا على المشروع الذي يعتبرونه "غير قانوني". وتدور صدامات يومية بينهم وبين قوات الامن. وبعد تدخل الجمعة عاد المتظاهرون الى التجمع قرب الحديقة. ويؤكد معارضو المشروع انه سيحول الساحة الى منطقة تجارية اسمنتية اخرى بلا طابع تهدف الى كسب المال وستبعد السكان الذين كانوا يعتمدون الحديقة مكانا للتلاقي. وتقلصت مساحة تلك الحديقة التي انشئت في 1940، تدريجيا عبر بناء فنادق فخمة في ضواحيها. واعلنت بلدية اسطنبول وهي اكبر مدينة في تركيا يسكنها حوالى 15 مليون نسمة، والتي يحكمها حزب العدالة والتنمية المحافظ الحاكم المنبثق عن التيار الاسلامي ان الاشجار المقتلعة ستزرع مجددا في اماكن اخرى.