قال محققون الاثنين ان العريف الذي اطلق النار في قاعدة فورت هود في ولاية تكساس الاميركية الاسبوع الماضي، اطلق من مسدسه 35 رصاصة على الاقل في ثماني دقائق وفي ستة اماكن مختلفة، ما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 16 آخرين. وصرح المتحدث باسم دائرة التحقيقات الجنائية في الجيش الاميركي كريس غراي للصحافيين ان الوقائع استمرت "قرابة ثماني دقائق بين اول اتصال تلقته أجهزة الطوارئ واللحظة التي انتحر فيها مطلق النار". ومنذ الحادث الذي وقع الاربعاء تمكن المحققون من اعادة رسم المسار الذي سار عليه الكابورال ايفان لوبيز (34 عاما)، وذلك بفضل 235 دليلا عثروا عليها في مسرح الاحداث ومقابلات اجروها مع اكثر من 1100 شاهد. وبحسب هذا المسار فان الاحداث بدأت في المبنى 39001 في القاعدة العسكرية الضخمة ب"مشادة كلامية" بشأن طلب إذن. وأضاف المتحدث انه "في الدقائق التي تلت، شهر (لوبيز) مسدسا نصف اوتوماتيكي من عيار 0,45 ملم واطلق منه النار مرات عدة فقتل جنديا وجرح 10 آخرين"، مشيرا الى ان الجندي القتيل وواحدا على الاقل من الجنود الذين اصيبوا بجروح كانا من بين الاشخاص الذين تلاسن مطلق النار معهم. بعدها، استقل لوبيز سيارته وسار بسرعة بطيئة، عكس السير، باتجاه المبنى 40027 حيث مقر وحدته العسكرية. وعلى الطريق اطلق النار من داخل سيارته باتجاه جنديين كانا امام المبنى فاصاب احدهما بجروح. وما ان وصل الى المبنى 40027 حتى اطلق النار مجددا فأصاب جنديا ما لبث ان توفي متأثرا بجروحه، ثم وصل الى مرآب السيارات حيث اطلق النار على جنديين آخرين فأصابهما بجروح. ومن هناك توجه مطلق النار بسيارته الى مبنى الكتيبة الطبية، وعلى الطريق اطلق النار على سيارة كانت تسير في الاتجاه المعاكس لاتجاهه فأصاب احد ركابها بجروح. وقبل وصوله الى مبنى الكتيبة الطبية، الذي لا يزال المحققون يجهلون سبب توجهه اليه، اطلق النار على جندي آخر كان خارجا من المبنى فاصابه بجروح، ثم اطلق النار على جندي آخر كان داخل المبنى مناوبا في مكتب الاستقبال فأرداه قتيلا. بعدها استقل الكابورال لوبيز سيارته للمرة الاخيرة وتوجه بها الى مرآب قريب حيث اتت امرأة من الشرطة العسكرية للقائه. وأضاف المتحدث "تبادلت الشرطية والرجل (لوبيز) الكلام، وشهرت الشرطية سلاحها واطلقت النار ما ان شهر الرجل سلاحه"، مشيرا الى ان الرصاصة التي اطلقتها الشرطية لم تصب ايفان لوبيز الذي عمد على الاثر الى تصويب المسدس باتجاه جمجمته، مطلقا رصاصة الانتحار. ويتوجه الرئيس الاميركي باراك اوباما وزوجته ميشيل الاربعاء الى فورت هود للمشاركة في احياء ذكرى ضحايا الحادث، كما اعلن البيت الابيض. واعاد هذا الحادث ذكريات اليمة في اذهان عشرات الاف العسكريين في فورت هود، القاعدة التي سبق ان شهدت حادث اطلاق نار اوقع 13 قتيلا في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، ونفذه الطبيب النفسي العسكري نضال حسن الذي عرف عن نفسه بأنه واحد من "جند الله". ولوبيز المتحدر من بورتوريكو قضى تسع سنوات في الحرس الوطني قبل الانضمام الى الجيش. وقال رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال راي اودييرنو انه خلال خدمته في الحرس الوطني خدم لوبيز لمدة سنة في سيناء بمصر. وارسل بعد ذلك الى العراق حيث مكث خلال الاشهر الاربعة الاخيرة من الوجود العسكري الاميركي في هذا البلد في نهاية 2011 وكان سائق شاحنة في وقت كان الجيش يعمل بشكل اساسي على تنظيم انسحابه. أ ف ب