ناشدت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) الجمعة الدول المانحة والمنظمات غير الحكومية بضرورة التبرع بنحو 2ر2 مليار دولار لتقديم المساعدة الإنسانية التي ستنقذ حياة 59 مليون طفل يواجهون الصراع والكوارث الطبيعية في 50 بلدا. وأضافت (يونيسف) ان هذا النداء لمواجهة التحديات اليومية التي يعيشها الأطفال في الأزمات الإنسانية والدعم اللازم لمساعدتهم في البقاء على قيد الحياة بالاضافة الى النتائج التي من الممكن تحقيقها حتى في أصعب الظروف. واشار البيان الى ان الأموال التي سيتم جمعها ستساعد أيضا في عمل المنظمة مع شركائها لتعزيز قدرات المجتمعات المحلية على التكيف مع النزاعات أو الكوارث الطبيعية في المستقبل من خلال تعزيز نظم التأهب الوطنية. واكد ان مساهمات العام الجاري ستتيح للمنظمة استكمال عملها الذي بدأته في عام 2013 وتم من خلاله تطعيم 5ر24 مليون طفل ضد الحصبة وتسهيل حصول 20 مليون شخص على المياه الصالحة للشرب والطبخ والاستحمام وتحسين فرص 7ر2 مليون طفل في الحصول على التعليم على الصعيدين الرسمي وغير الرسمي ومواجهة معاناة نحو مليوني طفل من سوء التغذية الحاد فضلا عن حصول 935 الف طفل على دعم نفسي. واشارت (يونيسف) الى وجود فجوات تمويلية في بعض البلدان مثل (أنغولا وإريتريا وليسوتو ومدغشقر) فضلا عن عدم كفاية وصول المساعدات الإنسانية وانعدام الأمن وبيئة التشغيل الصعبة ما يعني أن العديد من الاحتياجات لم تتم تلبيتها الى الآن. وتسعى (يونيسف) الى مواجهة حالات الطوارئ التي تفتقر الى التمويل أو تتعاظم فيها الاحتياجات بصفة متكررة ما يدعو ايضا الى تطبيق حلول مبتكرة للحالات المعقدة ودمج برامج الإنعاش المبكر في حالات الطوارئ على نطاق واسع وكثير منها يؤثر على العديد من الدول في وقت واحد. وقال مدير (يونيسف) لبرامج الطوارئ تيد شيبان في بيان صحافي عقب عودته من جنوب السودان ان الصراع في البلاد "اسفر عن نزوح أكثر من 400 الف طفل مع أسرهم جراء النزاع واصبح هنا أكثر من 2ر3 مليون شخص في حاجة للمساعدة الإنسانية". واضاف ان موسم الأمطار قادم والمنظمة بحاجة إلى امدادات وتعزيز الخدمات الأساسية ما يجعلها بحاجة ماسة إلى تمويل عاجل لمنع وقوع كارثة. واوضح ان أبناء جنوب السودان انضموا الى الملايين من غيرهم من المتضررين من النزاع في جمهورية أفريقيا الوسطى وسوريا الا "ان عناوين الصحف تركز اليوم على نقص تمويل مواجهة هذه الأزمات المعقدة التي تتطلب تمويلا فوريا ومساعدة إنسانية عاجلة". وقال شيبان "ان الدول التي تحتاج الى مساعدة عاجلة هي أفغانستان وكولومبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار والصومال واليمن الى جانب دول أخرى اوضحها التقرير التفصيلي لخطة توزيع المساعدات المالية المطلوبة". واشار الى ان التعامل مع تداعيات الازمة السورية في الداخل وفي دول الجوار يتطلب 825 مليون دولار أمريكي لتقديم المساعدة المنقذة للحياة بما في ذلك التحصين ضد الاوبئة وتوفير المياه والصرف الصحي والتعليم والحماية ودعم التماسك الاجتماعي وبناء السلام وتقوية المهارات اللازمة لبناء مستقبل أكثر استدامة. واكد شيبان ان الأطفال هم دائما أكثر الفئات ضعفا في حالات الطوارئ التي تواجه مخاطر عالية من العنف والاستغلال والمرض والإهمال لكن عندما يتاح الدعم فانه من الممكن تغيير حياة الأطفال إلى الأفضل ومعالجة مجموعة متنوعة من الحالات الإنسانية