ذكرت دراسة جديدة اليوم الخميس أن بريطانيا انفقت 34.7 مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل نحو 58 مليار دولار، على العمليات العسكرية منذ الحرب الباردة. وقالت الدراسة التي اجراها المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية (روسي) في لندن ونشرتها صحيفة "الغارديان"، إن الجزء الأكبر من المال أُنفق على التدخل البريطاني في العراق وافغانستان والذي حُكم عليه بأنه "فشل استراتيجي". واضافت أن التدخل العسكري البريطاني الفاشل في العراق من عام 2003 وفي افغانستان بعد عام 2005، استأثر بنسبة 84% من التكلفة الإجمالية للعمليات العسكرية البريطانية منذ عام 1990. واوضحت الدراسة بأن هذه التقديرات تمثل التكاليف الاضافية الصافية للعمليات العسكرية، إلى جانب انفاق القوات المسلحة البريطانية على تكاليف التشغيل مثل الوقود، والمناورات التدريبية، ورواتب الضباط والجنود. ومنحت الدراسة 6 من أصل 10 عمليات عسكرية بريطانيا درجة النجاح في ما اسمتها "بطاقة الأداء الاستراتيجي"، وهي حرب العراق الأولى في عام 1991، وفرض مناطق حظر الطيران فوق العراق لاحقاً، والتدخل في البوسنة، والتدخل في حرب كوسوفو في عام 1999، وفي سيراليون عام 2000، وغزو افغانستان عام 2001 والذي أدى إلى هروب قادة طالبان والقاعدة من هناك. وقالت إن اخفاقات العمليات العسكرية البريطانية تمثلت في فشل مساعي حفظ السلام في البوسنة مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي، وفي غزو العراق عام 2003 وتداعياته، وانتشار القوات البريطانية بولاية هلمند في جنوب افغانستان بدءاً من عام 2006، والغارات الجوية في ليبيا عام 2011 والتي اطاحت بنظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. واضافت دراسة المعهد الملكي للخدمات المتحدة أن الدور الذي لعبته المملكة المتحدة في حرب العراق "أدى إلى زيادة تطرف الشبان المسلمين في بريطانيا، وساهم في ترويج الارهاب الدولي بدلاً من تقليص تهديده". واشارت إلى أن صعود تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية "كان رد فعل على غزو العراق وتهميش السكان السنة فيه واجتثاث حزب البعث وحل الجيش، مما أدى إلى انتشار هذا التنظيم وغيره من الجماعات الجهادية المتطرفة عبر الحدود العراقية ـ السورية وبشكل بات يشكل تهديدات ارهابية جديدة على المملكة المتحدة وحلفائها قد لا تكون برزت لو بقي الرئيس العراقي السابق صدام حسين في السلطة". يو بي آي