يديعوت احرونوت

رأت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن اسرائيل في حاجة إلى كسب الدعم من أكبر حزبين في الولايات المتحدة وهما الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري لافتة النظر إلى ان تدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السياسات الداخلية للولايات المتحدة يهدد علاقة اسرائيل بحلفائها ليس في الايام الحالية فحسب ولكن خلال فترة الرئاسة القادمة.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية في سياق مقال تحليلي نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد - إنه خلال زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن أشار إلى انه "ليس هناك داع للقلق تجاه العلاقات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فعلى كل حال سوف يذهب اوباما إلى بيته بعد انتهاء فترة رئاسته".
وأفادت الصحيفة بأنه يجب أن نتذكر أن بعد مغادرة أوباما البيت الأبيض سيظل الحزب الديمقراطي على الساحة مضيفة أن الأعضاء داخل الحزب وأعضاء الكونجرس الأمريكي يفسرون تصرفات نتنياهو على أنها تدخل في الانتخابات الداخلية - انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس الذي ستقام بعد ثلاثة أشهر.
واستطردت الصحيفة قائلة ان "هذا التدخل لم يكن وليد البارحة بالنسبة لنتنياهو فسيرته خطت مثل هذا التدخل من قبل.. ففي عشية الانتخابات الرئاسية عام 2012 لم يخف نتنياهو دعمه للمرشح الجمهوري ميت رومني بالأفعال والكلمات وبطرق خفية لم تكن معلومة لدى الجميع".
ولكن نتنياهو وضع رهانه على الحصان الخطأ في سباق الرئاسة عام 2011 والآن يبدو انه لم يتعلم أى شي من هذه التجربة كما ذكرت الصحيفة.
وقالت الصحيفة ان "كل الزعماء الاسرائيليين كانوا يتجنبون اختيار أو إظهار الدعم لمرشح رئاسي على حساب مرشح آخر في السياسات الأمريكية وكان هذا لسبب جيد.. لأنهم كانوا يرون بأن اسرائيل ينبغي عليها أن تبني علاقات ايجابية مع الحزبين الأكثر هيمنة فى الولايات المتحدة ولذا كان لدى معظم الزعماء الاسرائيليين القدرة على بناء علاقة وطيدة مع البيت الأبيض غير معتمدين على علاقة "الأخذ والعطاء".
واشارت الى ان هذه الاستراتيجية كانت تعمل لصالح اسرائيل حيث تمكن رؤساء وزراء اسرائيليون سابقون من تحقيق خلال مكالمة هاتفية سرية مع رئيس أمريكي ما هو اكثر قيمة في بعض الأحيان من جسر جوي عسكري لجلب إمدادات حيوية في زمن الحرب.
واضافت الصحيفة انه بداخل الحزب الديمقراطي الذي يحظى بدعم معظم السكان اليهود بالولايات المتحدة، يعتبر مسؤولون بالحكومة سلوك نتنياهو بأنه لا يتسم فقط "بالوقاحة" بل يتسم أيضا ب "نكران الجميل". مؤكدة ان تصرفات رئيس الوزراء فاقمت الوضع وخاصة مع الاستعدادات لانتخابات التجديد النصفي بالكونجرس الامريكي.
وتابعت الصحيفة قائلة ان أثر الأزمة المتزايدة بين تل ابيب وواشنطن تستمر لعامها الثاني وقد تنعكس سلبا على إسرائيل حيث تتوقع استطلاعات الرأي حاليا أنه إذا دخلت هيلاري كلينتون سباق انتخابات الرئاسة في عام 2016 فإنها ستفوز على أي مرشح جمهوري قد تواجهه.
واستطردت الصحيفة قائلة ان "اوباما اظهر ضبط النفس مع نتنياهو بعد أن انتصر على رومني ولكنه لم يغفر له حقا.. ولن تغفر له هيلاري، التي لا تزال تتذكر جيدا كيف خدع نتنياهو زوجها بيل كلينتون عندما كان رئيسا حتي إذا وصلت إلى الحكم".
وأختتمت الصحيفة قائلة عندما يضر نتنياهو أوباما، فإنه بذلك يضر كل الديمقراطيين، أو بعبارة أخرى، نصف الشعب الأمريكي.

أ ش أ