الكاتب الإسرائيلي ديفيد جروسمان

شبّه الكاتب الإسرائيلي ديفيد جروسمان الفلسطينيين والإسرائيليين بأنهم حبساء حلقة مفرغة من العنف، يختلق كل طرف منهما المبررات لأي فعل يرتكبه ضد الآخر.
واستهل جروسمان مقالا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالقول إن إسرائيل تدعي، ولديها الحق، بأنه لا يمكن لأي دولة في العالم إنكار حقها في الدفاع عن نفسها ضد ما تمثله حماس من خطر عليها عن طريق ما تحفره من أنفاق باتجاه إسرائيل تنقل من خلالها الأسلحة لمواجهة إسرائيل... وعلى الطرف الآخر، تبرر حماس موقفها بأنها تدافع عن نفسها نظرا لما يعانيه الفلسطينيون من أوضاع معيشية متردية بسبب الحصار الإسرائيلي.

ورأى الكاتب أنه في ظل ما يعيشه الطرفان من أوهام الكراهية والثأر والعنف، فإنه لا يمكن لأحد أن يلوم أيا من الطرفين؛ ففي الوقت الذي تبرر فيه إسرائيل دفاعها عن نفسها، يقول الغزيون إن أنفاقهم وما تحتويها من أسلحة وذخائر هي أملهم الوحيد ضد إسرائيل القوية.. ويطرح جروسمان تساؤلا حول كيفية تشديد الطرفين للخناق على نفسهما داخل دوامة عدم الاتفاق دون النظر لبدائل أخرى على مدار أكثر من قرن؟!

ووجّه جروسمان عددا من الأسئلة لرأس الدولة الإسرائيلية وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأسلافه: كيف ضيعتم كل هذه السنوات دون إطلاق أي بادرة حوار أو حتى التلميح بذلك مع حماس؟ولماذا تجنبت إسرائيل إجراء أي مفاوضات حكيمة مع الفصائل الفلسطينية المعتدلة الأخرى- وهي خطوة كان من شأنها زيادة الضغط على حماس من أجل الوصول لحل وسط؟ ولماذا تصر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على حبس نفسها داخل هذه الفقاعة، والتفكير خارج الصندوق؟
وتابع جروسمان بالقول بأنه لا يدري بماذا يفكر الفلسطينييون الآن، خاصة الغزيون، بشأن الموقف.. "ولكن الشعور المتنامي هو أن معظم الإسرائيليين دخلوا بالفعل في مرحلة الرصانة والاعتدال، خاصة بعد إدراك اليسار الإسرائيلي بأن إسرائيل توجه موجة عداء لا تتأتى فقط من كونها كيانا يغتصب دولة أو من المتشددين الإسلاميين، لقد بات الإسرائيليون يدركون هشاشة أي اتفاق من الممكن الوصول إليه.

وتساءل الكاتب: ألم يحن الوقت لإسرائيل، بعد هذه الحرب الدامية، للابتعاد عن هذا الخيار على الأقل ولو قليلا؟ وهل ستستمر في عنادها واستبعاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس كمكون أساسي للوصول لأي حل؟ وهل ستظل رافضة لأي حل مع فلسطينيي الضفة الغربية وتحسين العلاقات مع 1.8 مليون نسمة في قطاع غزة المجاور؟

واختتم جروسمان بالقول إنه يجب على إسرائيل بعد هذه الحرب البحث عن مرحلة جديدة من الشراكة والتحالف، تحالف مدرك للخطورة القاتلة للاستمرار في حلقة العنف المفرغة هذه.
أ ش أ