الألعاب الرياضيّة في سيناء

تُعد الألعاب الرياضية في سيناء موروثًا شعبيًا تتناقله الأجيال، ولكنها تطورت بتطور العصر، فالألعاب قديماً كانت لمجرد اللهو وتفريغ الطاقة لأن أغلب الألعاب تقوم على المهارات الجسمانية وعلى القدرة والسرعة في الحركة، وتعتمد على القوة العضلية أما الألعاب في هذا العصر فأغلبها يعتمد على الذهن، كما أن معظمها يمارس في مكانه دون التحرك مثل ألعاب "الفيديو جيم" و"ألعاب الانترنت"، بينما يرى البعض أن الالعاب التي يمارسها الأبناء الآن تعلمهم العنف و تضر اكثر مما تنفع حيث أن اغلب هذه الالعاب تقوم على القتال و المصارعة و سباقات السرعة العنيفة مما يولد لدي الاطفال الرغبة في العنف و الفوز .
من جانبه  قال الباحث في التراث السيناوي حسن سلامة "إن الألعاب في فترة الستينات والسبعينات وأوائل الثمانينات تختلف عن الالعاب هذه الأيام ،فقديماً الألعاب كانت لمجرد اللهو الهدف منها تفريغ الطاقة لدى الشباب وتقوية الجسم ، وتنمية بعض المهارات الذهنية البسيطة، لأن أغلب الالعاب تقوم على المهارات الجسمانية وعلى القدرة والسرعة في الحركة ، أما الالعاب هذه الأيام فأغلبها العاب تمارس في وضع الجلوس وباستخدام مهارات ذهنية مثل العاب الفيديو جيم والعاب الانترنت باستثناء بعض الالعاب الأخرى التي تحتاج إلى المهارة الجسمانية" .
 ويضيف سلامة "إن الالعاب قديماً والتي كانت تمارس في المجتمع السيناوي تختلف اختلافاً بسيطاً طبقاً لمواسم العام فالألعاب التي تمارس في الصيف تختلف عن الالعاب التي تمارس في الشتاء ، والالعاب التي تمارس قرب شاطئ البحر تختلف عن الألعاب التي تمارس في المناطق الداخلية ووسط سيناء" .
وعن هذه الالعاب يقول سلامة "إن من أشهر الالعاب القديمة لعبة (الاستغماية )ويمارسها من 5 أفراد وأكثر وفى بعض الأحيان تصل إلى 15 فرد ويقومون بعمل قرعة حتى يظل أحدهم ويقومون بعصب عينية بمنديل أو ما شابة ذلك ، ويحاول إمساك أحد الأفراد الآخرين وعندما ينجح في إمساك أحدهم ، يقوم الممسوك بإغماض عينية بالمنديل والبحث عن الآخرين وهكذا .ولعبة ((مساكة الملك)) وتلعب بنفس العدد السابق من الأفراد ويقوم المشاركون بالاختفاء ، وعندما يرى اللاعب أحدهم يقول له ((ستوب)) وتعني اثبت مكانك إلى أن يتم مسك الجميع باستثناء الأخير الذي يكون الملك ويقوم بتسمية من يقوم بالبحث عن الآخرين في الشوط الثاني من اللعبة التي تستمر عشرات الأشواط ".
وتأتي بعد ذلك لعبة (( عضيم – عضيم )) وتمارس ليلاً عن طريق فريقين يتكونان من 3 إلى 5 أفراد ويتم التعارف على عظمة محددة ويقوم أحد أفراد الفريقين بالابتعاد قليلاً ورميها ، ويقوم الفريقان بالبحث عنها ، وعندما يجدها أحد الفريقين يغرزها في الرمال ويصيح قائلاً ((كر – كر – ما وراك ألا ذكر )) وتعني أن فريقة هو الذي استطاع الحصول على العظمة وكسب شوط من المباراة وهناك العاب أخرى مثل( التزحلق على الرمال) وفيها يقوم كل شاب بالصعود أعلى كثبان رملي خاصة بعد حلول الأمطار ، ويتزحلق من أعلى إلى أسفل سواء على كيس من البلاستيك أو عن طريق القحف (( وهو أخر جزء في جريد النخل )) ومن الالعاب أيضاً (السيجة) ويمارسها فردان عن طريق رسمها في الرمال وأقلها ثلاثة في ثلاثة أو خمسة في خمسة أو سبعة في سبعة أو تسعة في تسعة ويستمر اللعب لفترات طويلة وتلعب بالنوى أو الزلط . وهى شبيهة بلعبة الشطرنج الفائز بها من يستطيع إقصاء أكبر عدد من النوى أو الزلط للآخر وعادتاً ما تمارس بعد أذان العصر إلى حلول الليل مع أذان المغرب .
وهناك لعبة (النوى )سواء نوى المشمش أو البلح وتلعب في موسمي المشمش أو موسم البلح ويقوم اللاعب بمسك عدد معين من النوى ويلقية في حفرة صغيرة من على بعد ثم يتم حساب عدد النوى الذي دخل في الحفرة ، ليقوم الآخر بنفس اللعب واسقاط اكبر عدد من النوى في الحفرة ، والفائز هو أكثر اللاعبين إسقاطا للنوى .
كما كانت توجد لعبة (القال)  ويمارسها الأولاد والبنات وقديماً كانت تلعب بالزلط أما الآن فتلعب بالبلى ويقوم اللاعبون فيها باللعب بخمس زلطات أو بليات ويقوم اللاعب برمي البلى على الأرض ورفع أحدهما لأعلى والنقاط الباقى في المرة الأولى واحدة وفى الثانية أثنين أثنين وهكذا حتى الرابعة . وفى الخامسة يتم رمى البلى وعلى ومحاولة التقاطة على ظهر كف اليد وإذا نجح في ذلك يتم ومن بلية داخل دائرة في الرمال ويقوم اللاعب بمحاولة البحث عنها أيضا ًعن طريق رمى البلية لأعلى والبحث عن البلية الأخرى في الرمال والتقاطها معاً . وهى تلعب بلاعبين أو فريقين كل فريق يتكون من لاعبين أو ثلاثة وبالبلى أيضا هناك العديد من الألعاب تمارس عن طريق البلى مثل المربع والمثلث والجورة وتلعب بلاعبين أو أكثر حتى يصل العدد في اللعبة الواحدة إلى ثمانية أو عشرة لاعبين ، والفائز هو الذي يحصل على أكبر عدد من البلى .        
وأيضًا  منها لعبة (السبعاوية) وتلعب بكرة صغيرة وسبع طوبات مستوية يتم رصهم فوق بعضهم وتلعب بفريقين ويقوم أحد الفريقين برمي الكرة على الطوب المرصوص ثم يهرب الفريق الذي أوقع الطوب ليقوم الفريق الأخر برمية بالكرة واللاعب الذي تصيبه الكرة يخرج من اللعب وإذا قام الفريق الأول برمى الطوب كسب المباراة أمام الفريق الأخر إذا استطاع اصطياد جميع أفراد الفريق من اللاعبين قبل رص الطوب كسب المباراة وأيضاً لعبة، الحجكة والتي تمارسها البنات عن طريق القفز برجل واحدة داخل عدد من المربعات وهناك بعض الالعاب الأخرى والتي ما زالت تمارس حتى وقتنا هذا وهى الكرة بإشكالها المختلفة من قدم وطائرة وسلة ومضرب .
وعلى الجانب الآخر فيحدثنا صاحب مكتب لألعاب الفيديو جيم حسام الكاشف  قائلاً أن أغلب الالعاب في العصر الحديث تمارس في المكان أو عن طريق جهاز الحاسب الآلي فهناك لعبة الزوما والحرب الاليكترونية والتي يقوم بلعبها أكثر من لاعب عن طريق عدة أجهزة مشتركة مع بعضها البعض والعاب الفيديو جيم كالسيارات وكرة القدم والمصارعة الحرة والقتال .
وتستخدم تلك الالعاب الأسلحة المتنوعة من مسدسات وصواريخ وطائرات وهى أشبه بحروب الكترونية .
ويضيف الكاشف "إن هناك العاب الكترونية أخرى ولكنة ليست بالانتشار الكبير وهى العاب البعد الثالث عن طريق ارتداء نظارة ، لترى نفسك وكأنك تحارب في الحقيقة وتقتل وتقتل . وهذه الالعاب مضرة على الأطفال لأنها تعيشهم في قلق نفسى وخوف شديد . أيضا هناك العاب أخرى مثل كرة القدم الأكثر انتشاراً وكرة اليد والطائرة والسلة والعاب القوة كالكارتية والكونغوفو والمصارعة ".
 من جانبها أكدت أستاذ علم النفس في كلية التربية في العريش  د. نبيلة شراب أن الألعاب عموماً تنمي شخصية الطفل من جميع جوانبها وأصبح لدى الطفل الآن الوعى بآلات لم تكن موجودة بالماضي بكثرة فاللعب تتطور بتطور الزمن ولكن بعض الألعاب ما زالت قائمة مثل البلى والرمل والماء مازالت تعتبر من الألعاب المثيرة حتى ولو شغل الكمبيوتر الطفل لدقائق لا يترك هذه الألعاب و ان السر في اللعبة أن يجد الطفل حياته فيها ولا يهم شكلها ولكن ينبغي أن تكون ملائمة في الملمس واللون والحجم لأنه يحدث تفاعل مع الحواس وتشكل لدى الطفل هذه المفاهيم وتعملها من خلال اللعب وكذلك يجب أن تكون الألعاب صحية ومصنعة محلياً من خامات البيئة حتى تكون أكثر جاذبية وتساعد الطفل على أن يدرك ذاته ويحدث هذا تفاعل صحى ويدرك بيئته ويرتبط بها .
و اضافت "إنها قامت  بعمل اختبار من قريب عن لعبة الاستغاماية وأنها لو أعيدت تحدث انجذاب للأطفال غير عادى رغم توافر الألعاب الأخرى داخل البيت لأن الطفل يحتاج تجديد واللعب يحتاج حركة تضفي  علية بهجة وتعلم وإحساس بذاته وأعضائه حيث يتفاعل معها وينبغي أن تتوفر مقومات للعبة تعمق من خلال الحوار وتساهم في توصيل حصيلة لغوية بها خبرات انفعالية ومهارية لأنه يفك ويركب ويبنى ويهدم وهنا يكمن سر بقاء اللعبة التي يستغرق الطفل ساعات طويلة في لعبها لأنه يستمتع وينشط عقلة . فينبغي ان تكون اللعبة متطورة حينما تضيف جديد وتستغل الطاقة المخزونة بالطفل وإمكاناته وتحرك ما بداخلة .
و تشير ان علينا ان نوجد بيئة محبة للعب وتساعد الطفل على التحرك ليس فقط بالمساحة المتوفرة ولكن الإحساس النفسي والروحي  ولذلك يجب ان يكون اللعب احتكاك بالخبرة الواقعية factual Exierence ليحدث تعلم ولا يكون اللعب مجرد إهدار للوقت وتبديد للطاقات فلا نتركه أمام قنوات تبث أفلام مترجمة من حضارة غربية عنا وليس بها إلا رعب أو عنف  ولكن علينا أن نحدث نشاط يجعل الطفل يجمع بين عمل النصفين الكرويين للمخ لتزيد القشرة المخية لدية عن طريق عمل مراكز الصوت والصورة والحركة بها .
وتضيف "إن ما يحدث من لعب الطفل بالكمبيوتر هو تعلم بالنموذج ولذلك فان البرامج التي تعتمد على الإثارة والقتال ينتبه الطفل جيداً للموقف  الذي بها ويحتفظ بها في ذاكرته كما هو ثم يعيده بعد انتهائه مرة أخرى بنفس ما كان فيشتكي وإذا وجد متعة في هذه المشاكسة يستمر؛ وإذا استمر أكثر يصل للسلوك العدواني من تخريب وتكسير وذلك حتى يصل إلى إصابات جسدية  وإذا لم توجد مقاومة من الأسرة يمكن ان يصل إلى سلوك السلطوة ((البلطجة )) وليس معنى ذلك ان نلغى هذه البرامج ولكنها مطلوبة لأنها تعمل اعتدال في السلوك وتوازن لأن ملاحظة الأهل يمكن أن تعدل السلوك وعلى الأم ان تشارك أبنائها بأنشطة مثل الرسم والتلوين والحوار وحكى القصة لتساعده على القراءة والتفكير النافذة والابتكاري .
مدام نسرين صالح موظفة تقول "إن الالعاب التي يمارسها الأبناء الان تعلمنا العنف و تضر اكثر مما تنفع مثل العاب الجيمز و البلاي ستيشن حيث ان اغلب هذه الالعاب تقوم على القتال و المصارعة و سباقات السرعة العنيفة مما يولد لدي الاطفال الرغبة في العنف و الفوز .
و تنصح مدام نسرين السيدات بإشراك ابنائهن في النوادي و ممارسة الالعاب الجماعية و الالعاب التقليدية لتفريغ طاقات الاطفال.