قنبلة جديدة متطورة فتاكة

كشفت الولايات المتحدة، أنه من المعتقد أن "داعش" تعمل على صنع قنبلة جديدة متطورة يمكن إخفاؤها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وهي قادرة على التهرب من أجهزة الكشف في المطار، وجاء التقييم بعد دراسة الأدلة التي خلفها مقاتلو "داعش" بعد أن تم تجاوزهم من موقعهم في جامعة الموصل في شمال العراق في يناير/كانون الثاني الماضي.

وبعد أن استعادت القوات الخاصة العراقية المنطقة من "داعش"، علمت أن التنظيم استخدم الجامعة ومعداتها ومختبراتها لتطوير قنابل أكثر فتكًا، وفقًا لما ذكرته شبكة "سي بي إس نيوز"، وقال المسؤولون الأميركيون، إن "الجيل الجديد" من المتفجرات يعتقد أنه أكثر قوة وقدرة على التهرب من الكشف باستخدام الماسحات الضوئية المستخدمة عادةً في المطارات. 
 
وقيل إن صناع قنبلة "داعش"، اختبروا المتفجرات الجديدة باستخدام الماسحات الضوئية للمطار التي أخذوها من مطار الموصل، بعد أن اجتاحت الجماعة الجهادية المدينة في عام 2014، وبعد أن قامت القوات العراقية بتسيير "داعش" في كانون الثاني، أفادت التقارير بأن الجماعة أحرقت العديد من المباني التي خلفتها لإخفاء الأدلة. 
 
لكن أكد مسؤولين أميركيين لـ"سي بي إس نيوز"، أن مقاتلي "داعش" تركوا وراءهم أدلة كافية للوقوف عليها، معتقدين أن الجهاديين يقومون بتطوير متفجرات أكثر تطورًا، ما دفع الحكومات الغربية - بقيادة الولايات المتحدة - إلى النظر بجدية في فرض حظر على أجهزة الكمبيوتر المحمولة لجميع الرحلات الجوية من أوروبا والشرق الأوسط.
 
وكانت انتهت المحادثات بشأن الحظر الأميركي المقترح على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والكمبيوترات اللوحية على الرحلات المقبلة من أوروبا، الأربعاء الماضي، دون حظر، ووعد بإجراء المزيد من المحادثات وتبادل المعلومات الاستخبارية بشكل أفضل، ويأمل المسؤولون في الاتحاد الأوروبي منذ أيام، في الحصول على تفاصيل بشأن التهديد الذي أثار الحظر المقترح، وهي التفاصيل نفسها التي ناقشها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع الدبلوماسيين الروس في البيت الأبيض الأسبوع الماضي.
 
ووقفت صناعة الطيران ضد الاقتراح، في رسالة شديدة اللهجة، قالت فيها إنها ستسبب في انكماش شديد في السفر جوًا عبر الأطلنطي، وتكلف المسافرين أكثر من مليار دولار في الوقت الضائع، وفى يوم الأربعاء، في غرفة آمنة في بروكسل، تبادل مسؤولون من وزارة الأمن الداخلي الأميركية والاتحاد الأوروبي، معلومات بشأن التهديدات المتعلقة بالرحلات الجوية. 
 
وذكر المسؤول الذي تابع المحادثات، أن الحظر كان "خارج الطاولة" في الوقت الجاري، مثيرًا تفاصيل المفاوضات الحساسة، مؤكدًا أنهم شاركوا تفاصيل بشأن معايير أمن الطيران وقدرات الكشف، واتفقوا على الاجتماع مرة أخرى في واشنطن الأسبوع المقبل، لمواصلة تقييم المخاطر والحلول المشتركة لحماية ركاب الخطوط الجوية، مع ضمان الأداء السلس للسفر الجوي العالمي. 
 
ودافع البيت الأبيض عن قرار الرئيس ترامب بتبادل المعلومات السرية المتعلقة بتهديد متطرف تابع لدولة إسلامية، يتعلق باستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة على متن الطائرات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والسفير الروسي لدى سيرغي، كيسلياك الأميركي.
 
ومن شأن الحظر المقترح للإلكترونيات أن يخلق فوضى لوجستية في ممر السفر الجوي الأكثر ازدحامًا في العالم، ويصل عدد المسافرين في أوروبا بين أوروبا وأميركا الشمالية إلى 65 مليون شخص في نحو 400 رحلة يومية، وكثير منهم مسافرون من رجال الأعمال يعتمدون على الأجهزة للعمل أثناء الطيران، ومن شأن ذلك الحظر أن يقلل الحجم الحالي الذي تم وضعه في مارس، ويؤثر على نحو 50 رحلة جوية يوميًا من 10 مدن، معظمها في الشرق الأوسط.
 
وكتب الاتحاد الدولي للنقل الجوي الذي يمثل 265 شركة طيران، إلى كل من الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، لمعارضة الحظر المقترح الذي قال إنه سيؤثر بشدة على الاقتصاد، ويسبب ما يعادل 1.1 مليار دولار في الوقت الضائع للركاب، وهناك أيضًا مسألة السلامة النسبية للاحتفاظ بعدد كبير من الأجهزة الإلكترونية ذات بطاريات الليثيوم، التي كان من المعروف أنها تشتعل فيها النيران في منطقة الشحن، مقترحة فحص أكثر عمقًا قبل الطيران بدلًا من إجبار الركاب على التخلي عن الإلكترونيات.