غزة تسبح في مياه الصرف الصحي

تفاقمت معاناة الأطفال في غزة، وسط انعزال حوالي مليوني شخص في قطاع غزة المحاصر والمعزول عن العالم الخارجي، وشاطئ غزة وبحرها هو الشكل الترفيهي الوحيد في المياه القذرة حيث وصلت مستويات تلوث المياه فى غزة إلى أرقام قياسية هذا العام.

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الصورة كاملة للعائلة الفلسطينية التي لم تجد سوى هذا الشاطئ وسيلة للترفيه وسط الاحتلال والظروف الاقتصادية الصعبة، ووفقًا للمسح البيئي الأخير، فإن 73٪ من مياه الخط الساحلي في غزة ملوثة بشكل خطير بمجاري الصرف الصحي في ظل أزمة الطاقة التي تؤثر الآن على إسرائيل عبر الجدار الحدودي، حيث شهدت ارتفاعا حادا من 40 إلى 50٪ قبل عام، والسبب بسيط وهو أنه بعد 10 سنوات من الحصار الذي تقوده إسرائيل والذي شهد تدهورًا للبنية التحتية الحضرية في غزة، وأثّر أيضًا القرار الحالي للسلطة الفلسطينية في عهد الرئيس محمود عباس بخفض الكهرباء على معالجة الصرف الصحي البدائية في غزة.

وبدون الكهرباء اضطر مديرو النفايات في غزة إلى السماح بتصريف مياه المجاري الخام إلى البحر مباشرة، وذكر التقرير إن مستوى التلوث الجديد يؤثّر اجتماعيًا أيضًا وليس بيئيًا فقط.
ويقول خالد فرحات، الذي يعمل في البلدية المحلية، إنه يجلس في برج الحارس الخشبي، وإن عدد رواد الشاطئ شهد انخفاضًا بنسبة 50٪ تقريبا منذ بدء أزمة الكهرباء والصرف الصحي في أبريل/نيسان، وتتفاقم المشكلة بشكل ملحوظ في وادي غزة، وسط الشريط، حيث يتدفق نهر مفتوح من مياه الصرف إلى البحر، وتدفق ثاني في شمال غزة حيث تتدفق مياه المجاري عبر وادٍ تحت الجدار الحدودي في إسرائيل، وصولا إلى البحر مقابل شاطئ زكيم.

وبالنسبة للسكان الأثرياء فهناك خيارات أخرى، بما في ذلك حمامات السباحة الخاصة والشاليهات التي يمكن استئجارها لمدة 12 ساعة بحوالي 80 جنيهًا إسترلينيًا، تمثل ما يقرب من نصف الراتب الشهري لحارس مثل خالد، مما يجعلها غير متوفرة لمعظم العائلات في غزة، والخيار الثاني هو السفر شمالا لمسافة ميل ونصف من الشاطئ في شمال غزة، على الحدود مع إسرائيل، حيث تعتبر مياهه أنظف مياه في القطاع، ولكن، بالنسبة لمعظم العائلات، فالخيار الوحيد هو السباحة وحتى الصيد في المياه القذرة.