جموعة من الراهبات البوذيات

تمكن مجموعة من الراهبات البوذيات بتدريب الشابات على تقنيات خاصة من فنون الكونغ فو القتالية، بهدف حماية أنفسهن من المتوحشين جنسيًا، ومكافحة معدلات الاغتصاب المتزايدة في الهند.

ووفقًا لموقع "الديلي ميل" البريطاني فإن الراهبات البوذيات يقمن بتدريب عشرات الشابات على حماية أنفسهن من المعتدين جنسيًا ، من خلال تعلم تقنيات قتالية معينة من الكونغ فو، وقد كانت المعابد فوق الجبال الصخرية مكانًا مثاليًا للتدريب.

وتتبع قرابة 100 من المتدربات، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 13 و28 عامًا، جدولًا صارمًا خلال دورة التدريب في أغسطس/أب ، حيث شمل التدريب تقنيات التعامل مع التعرض للهجوم من الخلف والحركات الدفاعية ، كما يتناول التدريب مناقشات بشأن كيفية التعامل مع مختلف سيناريوهات الاعتداء الجنسي المحتملة.

وقالت جيغمي وانغشوك لامو ، "19 عامًا" ، إحدى مدربات الكونغ فو ، أثناء استراحة بعد جلسة مكثفة لمدة ساعتين في قرية "هيميس" إن معظم الناس يعتقدون أن الراهبات لا يفعلن شيئًا سوى الجلوس والصلاة، ولكننا نقوم بالمزيد ، فنحن مثال حي يظهر للمجتمع النسائي أن الراهبات يستطعن فعل ذلك، وهن قادرات على فعله أيضًا".

وأضافت لامو "الكونغ فو سيجعلهن أكثر قوة وثقة ، أنهن قررن تعليم فنون الدفاع عن النفس للفتيات بعد سماع حالات الاغتصاب والتحرش الشنيعة" ، وفي أعقاب زلزال هائل وقع في نيبال في أبريل/نيسان 2015 ، رفضت الراهبات المغادرة ، لكنهن نزحن إلى القرى لإزالة الأنقاض وتنظيف الطرق والمسارات وتوزيع الأغذية على الناجين.

 وتتعاون الجمعية الخيرية "ليف تو لاف انترنشونال" ، التي ترأسها كاري لي ، مع راهبات "دروكبا" ، لدعم المجتمعات المهمشة في هيمالايا، وقالت عن الراهبات إنهن مثال استثنائي يحتذى به.
وأضافت راهبات الكونغ فو أبطال جبال الهيمالايا، فهن متعاطفات وشجاعات، ولا يمكن حتى للزلازل والانهيارات الثلجية والرياح الموسمية والحواجز السحابية أن تقف في طريقهن.

وتتعرض الراهبات الآن لأحد أكبر التهديدات التي تواجه النساء والفتيات في الهند اليوم، فيوميًا تظهر القصص في الصحف الهندية والقنوات التلفزيونية عن فتيات تعرضن للاغتصاب في طريقهن للمدرسة ، وتعرض الطالبات للتحرش في سيارات الأجرة، ومطاردة السيدات من العمل إلى المنزل.

وقد ذكر المكتب الدولي لسجلات الجريمة، إن الهند شهدت نحو 34651 حالة اغتصاب مسجلة في العام 2015، أي نحو 4 حالات اغتصاب كل ساعة ، في زيادة 43% عن العام 2011 ، وكان هناك 82422 اعتداءً جنسيًا، بزيادة نسبتها 67% عن نفس الفترة. 

وهذه الأرقام هي مجرد غيض من فيض، فوفقًا للناشطين، كثير من الضحايا يخشون الإبلاغ عن الحالات خوفًا من إلقاء اللوم عليهن ووصمهن بالعار من قِبل العائلة والمجتمع.

وقد أحدثت موجة الاحتجاجات العامة بعد واقعة الاغتصاب الجماعي لإمرأة في حافلة "دلهي" العام 2012 ، ضجة كبيرة في ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، وأجبرت الحكومة على تغليظ عقوبات الجرائم الجنسية.

وتقول إحدى المتدربات وتدعى "تسيرينغ يانغتشن" ، "23 عامًا" : "لقد كان التدريب صعبًا، فجسمي كله يؤلمني، ولكن الراهبات كن ملهمات جدًا ، يجب على الفتيات كافة تعلم الكونغ فو، فكثير ما أشعر بالانزعاج وعدم الارتياح عند ذهابي للسوق، حيث يقف الشباب ينظرون لي ويصدرون أصوات الصفير ، وكنت اتردد دائمًا في قول أي شيء ، ولكني الآن أشعر بثقة أكبر في الكلام بل وحماية نفسي إذا لزم الأمر".