الشباب السنغاليين

يذهب مئات الشباب السنغاليين إلى الشواطئ المحيطة بالعاصمة داكار في السنغال، التي تقع على شبه جزيرة تمتد إلى المحيط الأطلسي في منتصف فترة الظهيرة تقريبا كل يوم من أيام العطلة الصيفية في السنغال، للعب كرة القدم ويقفزون إلى أعلى وأسفل الشاطئ، وينفقون أموالهم على الفول السوداني والفاكهة الاستوائية الحامضة، لكن في هذا العام تسبّب الذهاب إلى الشاطئ في خسائر فادحة، وفقا لما ذكره رجال الإطفاء في المدينة إذ غرق 40 شخصا في الأسابيع الثلاثة الأولى من العطلة، وغرق الكثيرون في مناطق تحظر فيها السباحة.

وخرج بيي كسي لو، 16 عاما، من المنزل مع ابن عمه محمد، الأحد الماضي بعد تناول طعام الغداء، حذرته والدته، نجيلان سوو، من الذهاب إلى شاطئ جويدياواي لأنه كان خطرا، لكنه ذهب ظنّا منه أن الأمر عادي.

وقالت أمه "ذهب أخوه إلى الشاطئ نحو الساعة السابعة مساء، ورأى أحذيتهم ملقاة هناك، كان يظن أنهم يلعبون في مكان ما وسط الحشد كنا قلقين بعض الشيء، لكنهم كانوا أولاد كبار، لكن عندما لم يعودا إلى المنزل بحلول الساعة الواحدة صباحا، قلقت العالة جدا، وبعد ليلة من  البحث في المستشفيات ومراكز الشرطة، وجدوا الجثتين على الشاطئ، لم يكونا هم الوحيدون الذين غرقوا هناك في تلك الليلة"، حسبما قال مبغنيك ندياي، رئيس الحي في جاداي، مضيفا "كان هناك 11 حالة وفاة، عادة ما يكون هناك واحد أو اثنان في اليوم".

وقال ندياي إن المشكلة تكمن في أنه لا توجد بدائل للشباب حيث المساحة المحدودة، وبالتالي يتوجه الأطفال إلى الشواطئ، كما أنه يتم بيع المساحات المخصصة للعب الأطفال في المدينة، إذ بنوا مسجدا في ملعب كرة القدم التابع للمدينة، ويجب على الدولة تحمل المسؤولية عن هذا، عليهم توفير مساحة للشباب.

وافقته سوو الرأي قائلة "لا يوجد مكان آخر نذهب إليه، لا توجد أنشطة أخرى للشباب، الشيء الآخر الوحيد الذي يمكنهم فعله هو دراسة القرآن، إنها مشكلة كبيرة".

وتتمتع داكار بثقافة شاطئية نابضة بالحياة على نحو غير عادي، في حين أن الأطفال في أجزاء أخرى من أفريقيا غالبا ما يبتعدون عن البحر، هنا يجمعون بعضهم بعضا ويذهبون إلى المياه على نهر نوغور، أحد أقدم الكوميونات في المدينة، وجزيرة غوريه يعتقد بأنها كانت نقطة رئيسية خلال تجارة الرقيق في المحيط الأطلسي.

وأضاف ندياي "كل عام هناك حالات، ولكن هذا العام هناك الكثير، كنت أصيد السمك منذ 3 أيام ورأيت جسدا يطفو في الماء، أخرجته كان شخصًا كبيرًا يبلغ 40 عامًا تقريبًا، هذه هي المرة الأولى التي قمت بذلك"، وأشار إلى أنه عند النظر إلى المحيط الأطلسي، فإن المياه لا يمكن التنبؤ بها ولا يفهم الناس المد والجزر، ومهما كان السباح جيدا، فالأمر خطير هنا.