روبرتو إزيفيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية

حذّر روبرتو إزيفيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مِن فرض تعريفات صارمة على صادرات الألمنيوم والصلب، قائلا إن القيام بذلك يمكن أن يقود العالم إلى "ركود عميق".
وقال إزيفيدو أمام أعضاء منظمته الإثنين، إن "نظرية العين بالعين ستتركنا جميعا عميان، ويجب أن نبذل كل جهد ممكن لتجنب السقوط".
يأتي هذا التحذير بعد أقل من أسبوع من تصادم السيد ترامب بالأسواق العالمية بقوله إنه يريد فرض ضريبة بنسبة 10% على صادرات الألمنيوم، و25% على واردات الصلب، ولقي هذا الإعلان تهديدات سريعة من المجتمع الدولي بما في ذلك حلفاء رئيسيون مثل الاتحاد الأوروبي وكندا التي تعهدت بالانتقام إذا ما نفذ الرئيس الأميركي خطته.

وأدى إعلان الخميس إلى انخفاض في الأسهم الأميركية، مع تراجع مؤشر "ناسداك وS & P 500 وداو" أكثر من 1 في المائة، ووقعت بقعة مشرقة في السوق مع الصلب الأميركي، الذي ارتفع بنسبة 6 في المائة إذ تراجع المستثمرون في المنافسة المحتملة للشركات الأميركية إذا كان السيد ترامب حقق خططا جيدة، لكن الرئيس يواجه أيضا مقاومة من السياسيين في بلده، وحزبه وحثّ رئيس مجلس النواب "بول ريان"، وهو أكبر رئيس جمهوري في الهيئة التشريعية، ترامب على عدم استكمال خطط التعريفة الجمركية قائلا إن القيام بذلك قد يكون له تأثير كبير على الأسواق الدولية.

وقال المتحدث باسم السيد "ريان آشلي سترونغ": "نحن قلقون للغاية من عواقب حرب تجارية ونحث البيت الأبيض على عدم التقدم في هذه الخطة". وأضاف أن "قانون الإصلاح الضريبي الجديد عزز الاقتصاد ونحن بالتأكيد لا نريد أن نعرض هذه المكاسب للخطر"، لكن السيد ترامب بدا حتى الآن غير مهتم في تغيير خططه لفرض التعريفات، كما أنه لا يشعر بالقلق إزاء حرب تجارية قادمة، وقال ترامب في البيت الأبيض "إننا لن نتراجع"، وأضاف "لا أعتقد بأننا سنواجه حربا تجارية".
وفي نهاية الأسبوع، رد السيد ترامب على تهديدات انتقامية من الاتحاد الأوروبي قائلا إنه سيفرض ضريبة جديدة على السيارات الأوروبية، وأكد أعضاء إدارته أيضا، قائلين إنهم لا يعتقدون بأن السيد ترامب سيتردد في فعل ذلك.

وقال وزير التجارة "ويلبر روس" لشبكة "إن بي سي" الأحد إن "الرئيس أعلن أن التعريفات ستحدث هذا الأسبوع وليس لدي سبب للتفكير في خلاف ذلك". وعزز المستشار التجاري للبيت الأبيض "بيتر نافارو" هذا المفهوم قائلا إن الإشاعات بآن ترامب قد يعفى الحلفاء الأميركيين من التعريفات كانت خاطئة.
ومع ذلك، فإن الأنباء التي ذكرها السيد ترامب بشأن معالجة العجز التجاري السنوي الذي تبلغ قيمته 800 مليار دولار أميركي من خلال زيادة التعريفات قد تسببت في حدوث شيء من الانهيار داخل البيت الأبيض، حيث لم يوافق المساعدون على حكمة الضريبة الدولية.​