جندي من القوات المسلحة الأوكرانية

تناول الصحف البريطانية مواضيع عدة، من أبرزها تأثير الأزمة بين روسيا وأوكرانيا على أسعار المواد الغذائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.ونبدأ جولتنا بتقرير في صحيفة التلغراف بعنوان "الغزو الروسي يهدد بدفع عائلات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الجوع الشديد".وكتب التقرير مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط كامبل ماكديارميد ومحررة شؤون الصحة العالمية هارييت باربر.

ويقول التقرير إن المخاوف من غزو روسي لأوكرانيا "تسببت في تقلب أسعار المواد الغذائية، وتخاطر بدفع عائلات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الجوع الشديد".وبحسب التقرير، فقد حذر خبراء من أن العائلات التي تواجه بالفعل ارتفاعا حادا في أسعار المواد الغذائية "قد تشهد ارتفاعا أكبر في تكلفة السلع الأساسية إذا تعطلت سلاسل التوريد".ونقل التقرير عن عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي: "لقد شهدنا تقلبات في السوق حتى في الأيام القليلة الماضية، بسبب مخاوف من احتمال حدوث صراع. لقد بدأ سعر الحبوب يتأثر".

وأضافت عطيفة: "أسعار المواد الغذائية مرتفعة بالفعل. نحن قلقون من أن يصبح الناس في الشرق الأوسط وأفريقيا أكثر عرضة للخطر إذا تعطلت الإمدادات".وأشار التقرير إلى أن أسعار المواد الغذائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات، حيث وصلت إلى مستويات مماثلة لتلك التي كانت موجودة خلال فترة ما يعرف بـ"الربيع العربي"، وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية.

وأضاف "قد يعني الصراع الممتد…أن الإمدادات من أوكرانيا ستحتاج إلى استبدالها من مصدر آخر، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار".وفي السياق نفسه، تحدث تقرير التلغراف عن الوضع في لبنان قائلا: "مع مرور لبنان بما يقول البنك الدولي إنه قد يكون أحد أسوأ الأزمات الاقتصادية منذ منتصف القرن التاسع عشر، قال منتجو الخبز المحليون إن أي زيادة في أسعار القمح سيكون لها تأثير كبير".

ونقل عن غسان بو حبيب، الرئيس التنفيذي لشركة "وودن بيكري"، وهي سلسلة لها 50 فرعا في جميع أنحاء لبنان، قوله "بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان، سنعاني بالتأكيد إذا كانت هناك حرب في أوكرانيا".وأضاف حبيب: "نحن نعاني بالفعل، وإذا حدث ذلك، فأنا متأكد من أنه سيكون من الصعب للغاية الحفاظ على الأعمال التجارية".

وقال تيموثي لانغ، الأستاذ الفخري المتخصص في سياسة الغذاء، في تصريح للتلغراف: "نحن الآن في عصر تتقلب فيه أسعار المواد الغذائية. على عكس ما قبل 50-90 عاما عندما كان لدينا مخزون حقيقي. أمننا الغذائي يأتي الآن من الأسواق المالية، وهذا يعني أن التقلبات السياسية يمكن أن تدفع بأعداد كبيرة من الناس بسرعة إلى حالة انعدام الأمن الغذائي".

أما في مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، فأشار التقرير إلى أن شعار "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية" كان هتافا أساسيا للمتظاهرين المصريين خلال انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.وقال الكاتبان إن "الخبز في مصر مدعوم بشدة وسعره مسألة حساسة للغاية".وتابع التقرير "مع ارتفاع أسعار القمح، من المتوقع إضافة 763 مليون دولار إلى فاتورة دعم الخبز الضخمة بالفعل البالغة 3.2 مليار دولار في مصر هذا العام. وقد أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي يوم الأربعاء عن خطط لأول زيادة في أسعار رغيف الخبز منذ عام 1988، لكنه قال إن الحكومة تهدف إلى القيام بذلك بدون إيذاء المصريين الفقراء".

وفي هذا السياق قال البروفيسور لانغ: "مصر صندوق بارود ينتظر الاشتعال. إنه وضع خطير للغاية ويتم اختباره بسبب الأزمة الأوكرانية الروسية".وأشار التقرير إلى أن "منطقة البحر الأسود هي المنطقة الأكثر أهمية في العالم لصادرات الحبوب".وأضاف "هذا العام، من المتوقع أن تمثل أوكرانيا 12 في المئة من صادرات القمح العالمية، و16 في المئة للذرة، و18 في المائة للشعير، و19 في المائة من بذور اللفت. ويتجه 40 في المئة من شحناتها السنوية من الذرة والقمح إلى الشرق الأوسط أو أفريقيا".

وأضاف البروفيسور لانغ: "لم يعد بإمكاننا افتراض أن الطعام بعيد إلى حد ما عن الآثار السياسية للصراع".وقالت عطيفة إن "العالم لا يستطيع تحمل صراع آخر من صنع الإنسان".

وأوضحت "الصراع يؤدي إلى الجوع، والحرب ستؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن الغذائي. إننا نواجه بالفعل أعلى مستوياته على الإطلاق في ما يتعلق بالاحتياجات الإنسانية - ما عليك سوى إلقاء نظرة على أفغانستان وجنوب السودان واليمن".وقالت: "لا يمكننا التعامل مع أزمة إنسانية أخرى".

ننتقل إلى صحيفة الفايننشال تايمز التي نشرت مقال رأي حمل توقيع جدعون راشمان بعنوان "كيف دفع بوتين أوروبا إلى شفا الحرب؟".وبرأي الكاتب، لدى القادة الغربيين ميل إلى عدم التصديق والشك وهم يناقشون خطر نشوب صراع كبير في غضون أيام.ويذكر الكاتب بوصف المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2014 حين قالت إنه "زعيم يستخدم أساليب القرن التاسع عشر في القرن الحادي والعشرين".أوضح راشمان أن ما قصدته ميركل حينه هو "أن زعيم روسيا رجل حرب وقومية في عصر يفترض أن تحدده القوانين والعولمة".

وقال: "في نهاية هذا الأسبوع، اجتمع الكثير من النخبة السياسية والأمنية الغربية في ألمانيا لحضور مؤتمر ميونخ للأمن. وإلى جانب التوتر والتوجس، كان الشك البسيط هو أحد المشاعر السائدة".وأضاف "لا يزال العديد من الدبلوماسيين والسياسيين، ومعظمهم من الأوروبيين، يرفضون تصديق الإيجازات المستندة إلى معلومات استخباراتية متدفقة... وكان رأي المتشككين على نطاق واسع أن القتال سيظل محصوراً في شرق أوكرانيا. وهم يتكهنون بأن هدف بوتين هو بناء ضغوط سياسية واقتصادية ونفسية إلى النقطة التي تنهار فيها الحكومة الأوكرانية أو يقدم الغرب تنازلات دبلوماسية ضخمة".

ويتحدث راشمان عن "نوع مختلف من الشك بين مَن هم على قناعة بأن بوتين على وشك أن يتقدم ويشن غزوا دمويا واسع النطاق يهدف إلى الإطاحة بالحكومة الأوكرانية".

وأضاف أن "أحد كبار صانعي السياسات يقول إنه في خضم محادثة مع نظيره الأمريكي حول الحرب الوشيكة: 'توقفنا مؤقتا وقلنا، لا أستطيع أن أصدق أننا نجري هذه المحادثة'".

وأوضح الكاتب أن "هذه المحادثات تحتوي بالفعل على سيناريوهات محيرة للعقل ومزعجة"، إذ "يعتقد المسؤولون الغربيون أنه إذا هاجم الجيش الروسي كييف أو حاصرها، فمن المرجح أن يستخدم التكتيكات الوحشية التي استخدمها بوتين في الشيشان وسوريا. وهذا يعني نشرا مكثفا للمدفعية والقوة الجوية - وإمكانية مقتل أكثر من 50 ألف عسكري ومدني في غضون أسبوع".وتساءل عند هذه النقطة "كيف وصلنا إلى هنا؟"، ليقول إن "هناك إجابات قصيرة وطويلة المدى لهذا السؤال".

وأوضح أنه "على المدى القصير، كان البيت الأبيض مقتنعا بأن الحرب محتملة منذ ما قبل فترة عيد الميلاد. منذ ذلك الحين، تم توجيه جهود إدارة بايدن نحو محاولة تحويل مسار بوتين من خلال توضيح أنه سيدفع ثمنا اقتصاديا ودبلوماسيا باهظا للحرب. كان الأمريكيون دائما متشائمين بشأن فرصهم في النجاح، لكنهم عازمون على تجربتها".

وأضاف أن "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تعتقدان أن قرار الهجوم اتخذ الأسبوع الماضي"

وأشار إلى أن البلدين أخذا في الاعتبار احتمال أن الروس يعتمدون "حملة ضغط نفسي. ولكن الحجم الهائل من التحضير أظهر خلاف ذلك".

وشرح أن هذا الاعتقاد بأن الحرب وشيكة "تعززه الأحداث الجارية" مثل "تصاعد القتال في شرق أوكرانيا؛ وزيادة الهجمات الإلكترونية؛ والإعلان عن بقاء القوات الروسية في بيلاروسيا؛ والأخبار التي تفيد بأن روسيا تجري تدريبات على الأسلحة النووية تهدف إلى ترهيب خصومها".

وأشار إلى أنه من ضمن الجهود المتواصلة لمنع الحرب، "يعتقد الأمريكيون أنهم يعملون الآن على محاولة إقناع بوتين بالتراجع عن قرار تم اتخاذه بالفعل".وأضاف أن "السؤال الأطول أجلا حول كيفية وصولنا إلى هنا يعود إلى مؤتمر ميونخ لعام 2007. فهناك ألقى بوتين خطابا غاضبا استنكر فيه نظام ما بعد الحرب الباردة واستخدام القوة الأمريكية في العراق وحول العالم".

وأضاف "في العام التالي، خاضت روسيا الحرب في جورجيا المجاورة. وفي عام 2014، وقع أول هجوم على أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم. وهدد القادة الغربيون روسيا بما وصفته ميركل بأضرار جسيمة... اقتصاديا وسياسيا. لكن روسيا تجاوزت العقوبات وبحلول عام 2018 كانت تستضيف بطولة كأس العالم بنجاح، والتي انتهت باستضافة بوتين لرئيس دولتين من دول الاتحاد الأوروبي، فرنسا وكرواتيا، في مقصورة الشخصيات المهمة."

وقال راشمان "إذا كان بوتين الآن على استعداد لتجاهل التهديدات بالعقوبات الغربية، فقد يكون ذلك لأنه سمع كل شيء من قبل. ومع ذلك، فإن هجوما واسع النطاق على أوكرانيا سيمثل تصعيدا كبيرا في استعداده لاستخدام القوة وقبول المواجهة مع الغرب".

ورأى الكاتب أنه "إذا كان بوتين يفكر بالفعل مثل شخصية من القرن التاسع عشر، فسوف يعتقد أن إراقة الدماء الهائلة مبررة لتوحيد الأمة".لكنه قال إن "العديد من المحللين، بمن فيهم الليبراليون الروس، يعتقدون أن بوتين مخدوع بشكل خطير إذا كان يعتقد أن هذه الأنواع من الحروب لا تزال ممكنة في أوروبا".

وأوضح أن "اليوم، سيتم تسجيل كل فظاعة ارتكبتها القوات الروسية على الهاتف الذكي لشخص ما وبثها في جميع أنحاء العالم. يتمتع الشباب في روسيا بنفس الحريات التكنولوجية والاجتماعية التي يتمتع بها أقرانهم في أوروبا الغربية"، متسائلا "هل سيقبلون حقا المخاطر والحرمان والعار الأخلاقي الذي يمكن أن يجلبه بوتين؟".

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

بوتين ورئيس بيلاروسيا يحضران التدريبات العسكرية على حدود أوكرانيا

بوتين أصدر مرسومًا باستدعاء مواطني روسيا بالاحتياط للتدريب العسكري