تفاصيل مأساة أهالي "شماس"

يحاول مواطنو قرية شماس التابعة لمركز سيدي براني الحياة، العيش على الرعي ومياه الأمطار والآبار التي تنبت الزراعات؛ فلا يتوافر لأهالي القرية موردا اقتصاديا آخر، لاسيما وأن نسبة الفقر بين أهلها – وفقًا لتقرير لوزارة التنمية المحلية - بلغت نحو 88.76%، فاستحقت عن جدارة تصنيفها كإحدى القرى الأكثر فقرا.

كفلت نسبة الفقر هذه دخول قرية شماس تحت رعاية مبادرة الرئيس "حياة كريمة"، حيث تعرضت القرية لكثير من الأزمات الاقتصادية خلال الأعوام السابقة، بسبب الجفاف الذي حاصرهم، مخلفا وراءه تدهور حالة القرية وانتشار الأمراض فضلا عن المعاناة لتوفير "لقمة العيش".

أحمد محمد النجدي أبو سريع، رئيس قرية شماس، يقول إن القرية بها 3 مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية، و16 مدرسة فصل واحد، ومحطة تحلية للمياه الجوفية، بطاقة 200 م3/ يوم، ويوجد بالقرية وحدة إدارة محلية ووحدة صحية ووحدة تضامن اجتماعي.

ويشير أحمد النجدي، إلى أن عدد الأميين في القرية يصل إلى 600 شخص فقط جميعهم من كبار السن، مؤكدا محو أمية جميع السكان من الشباب والفتيات، بالتنسيق مع هيئة محو الأمية، موضحا أن أغلب شباب القرية حاصلين على مؤهل متوسط، بينما اكتفى نحو 80% من الفتيات بالشهادة الإعدادية فقط.

مساحة الأراضي الصالحة للزارعة في القرية تبلغ نحو 50 ألف فدان -بحسب رئيس القرية- ولكن بسبب عدم توافر المياه والميكنة الزراعية والدعم والتدريب الكافي للمزارعين، لم يتمكن الأهالي من الزراعة، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية بين الأهالي.

أهالي القرية الفقيرة ليست لهم مطالب "عظيمة"، فما يحلمون به -بحسب رئيس القرية- توفير مبنى لتدريب السيدات على المشغولات اليدوية المتنوعة، لتنمية مهاراتهم الإنتاجية، وتغيير محولات الكهرباء، لزيادة قدرتها لتتراوح بين 50 إلى 100 كيلووات/ ساعة، فضلًا عن إنشاء مركز للشباب.

عمدة قرية شماس، بشير عبد الغفار الصنقري، أكد أن عدم توافر المياه والميكنة الزراعية والتدريب الكافي للمزارعين، تفاقمت الأزمة الاقتصادية بالقرية، حيث يعتمد سكانها على رعي أغنام "البرقي" وزراعة الشعير والقمح والتين.

وأشار إلى أنه بسبب هذه العوامل، زادت حدة الأزمة الاقتصادية وترتب عليها توقف إنتاج صناعة مربة التين، التي كانت تنتجها ربات البيوت في القرية داخل منازلهم، بالتنسيق مع إدارة تنمية القرية بالمحافظة، كما توقف العمل بمشغل إنتاج الصوف، بسبب تراجع أعداد الثروة الحيوانية، بعد تهريب عدد كبير منها رؤوس الأغنام إلي ليبيا -خلال سنوات الإنفلات الأمني- أو بسبب تعرض أعداد كبيرة منها للمرض.

أزمات أخرى تعاني منها قرية شماس، يأتي على رأسها عجز في أعداد مدرسين اللغة الإنجليزية في المدارس الإعدادية، كذلك عجز الأطباء والأجهزة الطبية في الوحدة الصحية، وهي ليست المطالب الوحيدة التي يتمنى أهل القرية توفيرها ولكن يضاف إليها -وفق حديث عمدة القرية- توفير الخدمات الأساسية، ومنها توفير مصادر دائمة لمياه الشرب والزراعة، من خلال إقامة السدود والخزانات في الوديان بالقرية، والتي يبلغ عددها 13 واديا،

بالإضافة إلى حفر الآبار الجوفية متوسطة العمق، وإنشاء محطات تحلية عليها لري الزراعات وتربية الأغنام، مؤكدا أن هذه الإجراءات ستؤدي إلي تحسن الوضع الاقتصادي للقرية، نظرا لأن أغلب أراضيها تصلح للزراعة.

قد يهمك أيضًا:

"يوم النكبة" يعدّ فرصة جديدة للفلسطينيين لمنع انتهاك حق العودة

مقتل فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية خلال مواجهات جنوب نابلس