رام الله - وليد أبوسرحان
كشفت مصادر فلسطينية السبت بأن الفقر وصل في قطاع غزة الذي يعيش تحت الحصار الاسرائيلي منذ منتصف عام 2007 ، الى درجات لا توصف حيث هناك عائلات شابة تعيش في ظروف حياتية مأساوية مثل الشاب رأفت الذي يسكن في حفرة لا تتعدى مساحتها مترين ونصفاً في جدار اسمني أخذه مسكنا له. فالشاب رأفت البغدادي وزوجته وفق ما تداولته بعض المواقع الالكترونية السبت، يذوقان كل معاني الأسى وصنوف العذاب داخل جدار اسمنتي بدون كهرباء منذ 10 سنوات. ويقول رأفت (29عاما) إنه "لا يعرف الوان الفرح ولا رائحة السرور" بل صديقه الدائم هو صنوان الشقاء والتعب والمرض والعلة والقسوة . وقد طال الفقر المدقع حوالي نصف اهالي غزة في حين بات اكثر من 70 ٪ من اللاجئين يعتمدون في حياتهم اليومية على ما تقدمه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من مساعدات غذائية وفق ما اكدته الوكالة الدولية. وفي ظل هذه الاوضاع يضيف رأفت من مكان سكنه في مخيم البريج وسط قطاع غزة، "بعد زواجي قبل 10 سنوات كانت عشرة قرون، يوما تلو اليوم لا أرى في هذه الحياة الا اشكال الويل ودروب العذاب "، حيث يعاني رأفت من امراض صعبة واعاقة دائما في الحركة والسمع والنطق والمشي. ولم تكن هذه حصته من العذاب فقط بل هو يعاني عقما عن الإنجاب وهو الحزن الذي يشطر قلبه وتشاطره زوجته به وهي الصابرة "صبر ايوب". رأفت يعمل عتالاً 4 ايام ويجلس 360 يوما في حفرته لان وضعه الصحي يجعل ارباب العمل ينفرون منه لأنه لا يصلح للمشي فكيف به يعمل. ويقول وهو يبكي "يقوم بعض ارباب العمل بالإيحاء بانهم يسمحون لي بالعمل حتى يعطوني بعض المال رأفة بحالي." زوجة رأفت (28 عاما) تقول "يعود رأفت الى المنزل لا يحمل من الكلمة إلا اسمها فقط "، وهذا الذي حمل اسم منزل ليس معروفا هل هو بيت ام قبر او جدار او مكعب اسمنتي سكنه رأفت مع زوجته. وتسرد الزوجة بالقول وقد بدأت دموعها تتدرج بالهطول "هان بتجيك رائحة كريهة تعتقد انها من خارج المنزل الذي مر بجواره خط مياه صرف صحي، تخرج من داخل جدار يبلغ طوله متر ونصف المتر، وعرضه لا يتجاوز الـ70 سم، فهذه دوره المياه ومطبخ وجه لوجه لا تفصلهم سوى قماشة شفافة ". اما رأفت فقال " أنا أعاني من هذا الحال منذ 10 سنوات حيث لا احد يلتفت الي ولا نرى اي اهتماما او حتى بعض العطف الا من الله العزيز المنان، وكالة الغوث (الاونروا) اقرت وضعي المأسوي وضرورة انشاء منزل لي على وجه السرعة، إلا ان تقلب الاوضاع السياسة وصعوبة الحصول على مواد البناء تجعل المر امر والانتظار موت بطئ، اضافة الى الحصار الاسرائيلي الذي تسند له كل الذرائع". ويضيف " لم أذكر اني اعيش لحظة سعيدة إلا بالبكاء في ايام رمضان ذات الرحمة من الله (..)دعوته ان يمن علي ويجعلني في ذمته لعله افضل حالا من هذا الواقع السيئ". والد رأفت الذي حضر الى المكان قال " لا يستطيع تقديم أي عون لرأفت بسبب الوضع الحياتي القاهر وتوقف العمل " . وتساءل قائلا" هل يمنع البناء لشاب مريض يسكن داخل جدار في مكان لا يعرف معنى الكهرباء ولا أي شيء من الحياة الكريمة البسيطة التي هي حق".