غزة ـ محمد حبيب
دعا برنامج "غزة" للصحة النفسية المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات المعنية بحماية الطفولة للوقوف في وجه الانتهاكات الإسرائيلية ووضع حد للممارسات التي تدمر المستقبل الواعد للطفولة الفلسطينية في قطاع غزة، وتقتل فرص السلام.
وطالب البرنامج في بيان وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه، في اليوم العالمي لحماية الأطفال من الإيذاء والعنف، الجهات والمؤسسات الدولية بالعمل على إعطاء الطفل الفلسطيني الحق في العيش بأمان وحرية وسلام كباقي أطفال العالم وفك الحصار عن قطاع غزة.
وأكد البيان أنَّ الأطفال الفلسطينيين يعيشون شتى أنواع القهر والفقر والعنف والحصار نتيجة لممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي والعدوان المستمر عليهم، والتي حدثت أثناء العدوان الأخير على غزة واستهداف المدنيين والمقدسات وتسارع الاستيطان في مدينة القدس، مبينًا أنَّ سياسة الاستهداف للطفل الفلسطيني من خلال القتل والجرح والاعتقال والنزوح القصري عن منازلهم، نتج عنها انتهاكات جسيمة وآثار سلبية نفسية واجتماعية مدمرة على الأطفال وعائلاتهم.
وفي دراسة أجراها برنامج "غزة" للصحة النفسية بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2012 وجد أنَّ نتائجها تؤكد أنَّ ما يقرب 30% من الأطفال ممن تعرضوا لمستويات عالية من الصدمات النفسية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، قد طوروا اضطراب ما بعد الصدمة PTSD"" وكذلك مع وجود درجة عالية في احتمال التعرض لاضطرابات أخرى مثل الاضطرابات العاطفية العصبية، بالإضافة إلى الخوف من الانفجارات والقصف والهجوم بالصواريخ التي تم سردها من قبل قصص الأطفال.
وأشار البرنامج إلى أنَّ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة التي استمرت 51 يومًا أسفرت عن استشهاد 530 طفلًا، بينما بلغ عدد الجرحى من الأطفال 3306 طفل.
بدوره كشف الأخصائي النفسي الدكتور درداح الشاعر، أنَّ شريحة الأطفال هي الأكثر تعرضًا للضرر النفسي الواقع بسبب الحرب، ولسماعهم أصوات الانفجارات، ووقوعهم ضحايا لها، حيث يتأثرون سلبيًا بهذه الأحداث، مما ينعكس على سلوكهم النفسي والجسدي، وإن لم يظهر ذلك في الوقت الراهن، فلابد أن يتأثروا مستقبلًا.
وبيّن الشاعر أنَّ معظم أطفال غزة تعرضوا لاضطرابات نفسية خلال الحرب، وظهرت عليهم بشكل آني، قائلًا "فمثلًا كنا نلاحظ تعلّق الطفل بوالدته بشكل كبير، وعدم مقدرته على مفارقتها لبضع دقائق، لاسيما في الليل، لكونهم يربطونه بالموت والقصف والانفجارات".
ولفت إلى أنَّ التبول اللاإرادي أول الاضطرابات السلوكية التي تحدث عند الطفل، حيث يفقد السيطرة على نفسه سواء في الوقت ذاته الذي تحدث فيه المواقف المخيفة، أو حينما يتذكرها، مشيرًا إلى أنَّ الطفل يصاب، بالهلع والخوف، وفقدان الشعور بالأمان، وقد يؤثر ذلك على سلوكه تجاه المجتمع.
وبخصوص التأثر المستقبلي للطفل، أوضح الشاعر أنَّ شخصية الطفل تتأثر بشكل سلبي من الأحداث التي مرت عليه في الحرب، بسبب تخزينه كل الأحداث والمشاهد المؤلمة لفترات مستقبلية بعيدة، مضيفًا "فذروة التأثر المستقبلي تكون على الطفل تكون عند بلوغه، فقد يصبح عدوانيًا، ويحمل كرهاً للمجتمع الذي لم يوفر له الأمان في صغره، أو يتجه "للخنوع" حيث يصبح سلبيًا ويستسلم لكل شيء، دون مقاومة.