لقطات من كاميرات المراقبة في ميناء "دوفر"

أعلنت السلطات التركية، اعتقال عائلة بريطانية في العاصمة أنقرا، كانت تخطط للالتحاق بصفوف تنظيم "داعش" بعدما فرا من مقاطعة يوركشاير جنوب غربي بريطانيا.

وأكد مسؤول تركي أنَّ قوات الأمن اعتقلت زوجين بريطانيين بصحبة أبنائهما الأربعة أثناء محاولتهما التوجه إلى سورية، مشيرًا إلى أنَّ الزوجين هما أصف مالك (31 عامًا)، وسارة كيران (29 عامًا)، وأبناؤهما الأربعة زوها (7 أعوام)، وعيسى (4أعوام)، وزكريا (عامين)، ويحيى (عام واحد).

وأوضح أنَّ الأسرة هربت من مقاطعة بركشاير عن طريق عبارة "سي سي تي في" التي تربط بين مدينة دوفر البريطانية ومدينة كالي الفرنسية، في وقت سابق من هذا الشهر، قبل السفر إلى جنوب أوروبا في محاولة للهرب إلى سورية.

وأعلنت الشرطة البريطانية، أن آخر ظهور لأسرة مالك كان الثلاثاء الموافق 7 نيسان/ أبريل، مضيفة أنها تلقت تقارير باختفائهم الخميس الماضي الموافق 16 نيسان.

وأوضحت أنَّ الأسرة غادرت سكنها دون إبلاغ أحد عن نواياها المسبقة لخطط السفر، وبدأت تثار الشكوك لدى الجيران، عند تغيب أحد أطفال الأسرة الأربع عن حضور المدرسة، كما بحثت جدتهم عنهم وسألت جيرانهم في الحي الذي يقتنون فيه، عم إذا كان أحد شاهد الأسرة.

وأفادت الشرطة البريطانية بأن الأسرة صعدت على متن العبارة من دوفر إلى كاليه الفرنسية في 8 نيسان، مضيفة أنَّ كلا من "مالك" و"سارة" لم يحاولا الاتصال بأي من أفراد العائلة أو الأصدقاء منذ ذلك الحين، على الرغم من حملهم هواتفهم المحمولة في الرحلة.

ولم تشير السلطات البريطانية إلى أن الأسرة متورطة في القتال ضمن صفوف "داعش"، ولم يتضح إذا كانوا متعاطفين مع عناصر التنظيم أو الرئيس السوري بشار الأسد.

وتشككت الشرطة البريطانية في سفر الأسرة بطريقة غير مشروعة، لأنهم لم يتصلوا بأحد، وذكر نائب رئيس الشرطة جون كامبل أمس: "نظرًا إلى تأثير خطاب "داعش" الإلكتروني الذي يشجع الناس على السفر إلى سورية، وبالنظر إلى المخاوف التي تحيط بسفر الأسرة، ساورتنا الشكوك بسعي الأسرة للسفر إلى سورية".

وناشدت عائلة "سارة" ابنتها للعودة إلى المنزل، وللتواصل معها للاطمئنان عليها وعلى أسرتها، وقالت "نرجو أن تتصلي أنتي وواصف علينا، لنطمئن أنكم والأطفال بأمان، فنحن نحبكم ونفتقدكم، انتم لستم في ورطة ولا نشعر بالغضب أو الانزعاج منكم، نريد فقط أن تعودوا إلى المنزل بأمان".

ونشرت صور لمالك وهو يحمل لافتة تدعم "داعش" وتقول "الدولة الإسلامية هي الحل"، في مظاهرة أمام السفارة اللبنانية في لندن، احتجاجًا على اعتقال الداعية عمر بكري محمد في أيار/ مايو من العام الماضي.

وكانت السلطات اللبنانية قد اعتقلت "بكري" في أيار من العام الماضي، بعد أن طردته بريطانيا لتورطه في قيادة عدد من جماعات الكراهية في بريطانيا .

وصرَّح الناشط البريطاني الإسلامي أنجم شودري أمس الاثنين، بأنَّ مالك كان عضوا في جماعة "المهاجرين" المتطرفة البريطانية المحظورة، ووصفه بأنه "بطل الشريعة" الذي كان يحرص على حضور أنشطة الجماعة والمظاهرات بشكل منتظم.

يُذكر أن أحد مساعدي "شودري"، دهار، قد فر إلى سورية مع زوجته الحامل وأطفاله الثلاثة الصغار العام الماضي، بينما كانت تحقق معه شرطة "اسكوتلاند يارد"،  وكان واحدا من تسعة رجال اعتقلوا في 25 أيلول/ سبتمبر من العام الماضي للاشتباه في تشجيع التطرف ودعم جماعة "المهاجرون"، وبعد ساعات  من هروبه أعلن أنه وصل سورية، وأنه أصبح أبا لطفل رضيع الذي أصبح عضوًا جديدًا في أحدث جيل من المتطرفين.