واشنطن ـ رولا عيسى
عارضت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، قانون "ماغنتسكي"، وهي السياسة التي قامت المحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا بالضغط عليها للموافقة عليه، خلال اجتماعها مع دونالد ترامب الابن ومساعدي الحملات الانتخابية الآخرين في برج ترامب، وحاولت كلينتون، كمرشحة للرئاسة، التأكّد من أن موقفها المبكر بشأن هذه العقوبات لم يكن متصلًا بخطاب قدّمه زوجها في موسكو في عام 2010، وحصل الرئيس الأسبق بيل كلينتون على مبلغ 500 ألف دولار مقابل إلقاء هذا الخطاب.
وكتبت جيسي ليهريتش، وهي جزء من فريق التواصل السريع لحملة كلينتون، في رسالة إلكترونية بتاريخ 21 مايو/أيار 2015، بعد شهر واحد من إعلان كلينتون ترشيحها أنّه "بمساعدة فريق البحث، قتلنا قصة بلومبرغ في محاولة لربط معارضة لجنة حقوق الإنسان لمشروع قانون ماغنيتسكي بالخطاب الذي تكلف 500 ألف دولار والذي قدمه المؤتمر اليهودي العالمي في موسكو".
واعتبر العديد من الاميركيين المحامي الضريبي سيرغي ماغنتسكي، "36 عاما"، من كاشفي الفساد الذين أطاح بالحكومة الروسية بسبب الاحتيال الضريبي، وانتهى به المطاف في سجن احتياطي تابع إلى الحكومة وتوفي في عام 2009، وفي أعقاب ذلك، بدأ المشرعون العمل في قانون "ماغنتسكي" في عام 2010، وطلبوا من وزارة الخارجية رفض منح تأشيرات للمسؤولين الروس المتورطين في هذه المسألة.
ونفت وزارة الخارجية الأميركية التابعة إلى هيلاري كلينتون هذا الطلب، ولكن بعد عدة أسابيع، أدلى بيل كلينتون بخطاب أمام رينيسانس كابيتال، وفقا لفوكس نيوز، كان من شأنه حظر رجال أعمالها في البلاد بموجب القانون، في حين أن موقف هيلاري كلينتون بشأن قانون ماغنيتسكي كان في خطوة مغلقة مع سياسة إعادة التعيين لإدارة أوباما مع روسيا في ذلك الوقت، يشير البيت الأبيض بأصبع الاتهام إلى خطاب بيل كلينتون بأنه يخلط الأوراق المحيطة بالمشاكل ذات الصلة بروسيا، وفي يوم الاربعاء الماضي، جادلت نائب السكرتير الصحافي سارة هوكابي ساندرز خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض بأن عائلة كلينتون لديها علاقات ملتوية مع روسيا أكثر من تلك التي بين ترامب وروسيا.
وقالت هوكابي ساندرز، إنّه "إذا كنت تريد التحدث عن وجود علاقات مع روسيا، فإنني لا أنظر إلى أبعد من كلينتون"، وأضافت أن بيل كلينتون حصل على مبلغ نصف مليون دولار لإلقاء خطاب في بنك روسي وشكره شخصيا الرئيس بوتين، أي نوع من الهجوم الذي وضعه بوتين مع زوج وزير الخارجية في السنوات اللاحقة تتحدثون عنه!.
وبحلول عام 2011، عكست وزارة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المسار، وبدأت في رفض تأشيرات الدخول لبعض الروس المشاركين في المخطط الذي كشف عنه ماغنيتسكي، وبحلول عام 2012، مرر قانون ماغنتسكي بدعم من الحزبين، وبمجرد حدوث ذلك، ردت روسيا من خلال إنهاء تبني الأطفال الروس من قبل العائلات الأميركية، كما حظرت 18 مسؤولًا أميركيًا من دخول البلاد، ومن المعروف أن بوتين يكره القانون.