أمستردام ـ نادين موسى
تنازلت ملكة هولندا الملكة بياتريكس عن عرش بلادها اليوم لنجلها الأكبر، ولي عهدها الامير وليام ألكسندر، ليصبح الملك الأول على عرش هولندا منذ عام
1890.وتزامن تنازل الملكة بياتريكس عن العرش مع حشد شعبي تجمع منذ صباح اليوم الباكر أمام القصر الملكي في ميدان دام أمستردام لمشاهدة الملك الجديد وزوجته الملكة ماكسيما وقت ظهورهما من على شرفة القصر الملكي .وذكرت وسائل الاعلام الهولندية اليوم أن الملكة بياتريكس البالغة من العمر 75 عاماً وقعت على وثيقة تنازلها عن العرش خلال الأحتفالات بيوم الملكية التي تشهدها هولندا، كما وقع إلى جانبها الأمير وليام ألكسندر والأميرة مكسييما، وسط صيحات الحشود الشعبية في خارج القصر الملكي في أمستردام العاصمة التجارية لهولندة .وقد أطلت الملكة بياتريكس مع نجلها وزوجته من شرفة القصر وحيوا الحشود الشعبية التي حضرت لمشاهدة تسلّم الملك الجديد العرش والمهام الدستورية المناطة بذلك .وتجلس الملكة بياتريكس على عرش هولندا منذ 30 نيسان/ أبريل 1980 بعد أن تنازلت والدتها الملكة جوليانا لها عنه.
وبموجب الدستور الهولندي، يتمتع الملك أو الملكة بسلطات محدودة جداً ودوره فخري أكثر ما هو فعلي.وكانت ملكة هولندا بياتريكس قد أعلنت أمس الإثنين أنها ستتنازل عن العرش لابنها الأمير وليام ألكسندر ليتولى مهامها على عرش البلاد اليوم 30 أبريل/نيسان ليكون أول ملك ذكر لهولندا بعد الملك وليام الثالث الذي حكم البلاد حتى وفاته عام 1890 حيث خلفته وصيته على العرش وثلاث ملكات.وقالت الملكة بياتريكس أمس الاثنين في خطاب مقتضب بثّ على شاشات التلفزيون والإذاعات المحلية إنها ستتنازل عن العرش لصالح ولدها وولي عهدها وليام ألكسندر، واعتبرت أن "العام 2013 الذي تحتفل خلاله بعيد ميلادها الـ75 وتحتفل فيه البلاد بالذكرى الـ200 للملكية وقتٌ ملائم للتنازل، والآن هو الوقت المناسب لتسليم الجيل الجديد".من جانبه قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روت في كلمة نقلها التلفزيون الهولندي الرسمي "لقد بذلت الملكة دائما كل جهدها من أجل المجتمع الهولندي"، مؤكدا أنها "أصبحت أيقونة هولندية".كما أشاد مارك روت بالأمير وليام ألكسندر (45 عاما) ووصفه بأنه "المؤهل تماما هو والأميرة ماكسيما (زوجته) لهذه المهمة واللذين سيخدمان بلدنا بكل تفان".ومنذ تتويجها يوم 30 أبريل/نيسان 1980 سعت الملكة بياتريكس إلى المشاركة في الحياة الاجتماعية لبلادها عكس أسلوب والدتها الملكة جوليانا التي كان حضورها باهتا.وبياتريكس تتمتع بشعبية كبيرة لدى الهولنديين، واختارت خصوصا أن تحول قصر لاهاي، حيث مقر الحكومة والبرلمان، إلى "قصر عمل" تستقبل فيه الوزراء والسفراء وممثلي المجتمع المدني.ويعتبر الأمير ويلام ألكسندر -وهو طيار حاصل على شهادة في التاريخ وخبير في إدارة المياه وحماية البيئة وعضو في اللجنة الوطنية الأولمبية- أكثر تقدمية وقربا من الناس من والدته التي أدخلت مع ذلك الحداثة إلى القصر الملكي من خلال عرض زياراتها الرسمية للخارج في مدونة على الإنترنت.