بتسوانا ـ مصر اليوم
تعيش قبائل "البوشمن" في صحراء كالاهاري بين بتسوانا ونامبيا، منذ 23 ألف عام، حيث لا تبدو حياة نسائهم، اللاتي يرتدين جلود "سبرينغبوك" المدبوغة، والمطرزة
بشكل متقن بعيون البوم، سهلة، لاسيما أنهن يقضينها في أحد أكثر المواقع قسوة على وجه الأرض.
ويمارس أهل القبائل الصيد، مستخدمين الطرق التقليدية، مثل القوس والسهم، مع وضع نسغ سمّ نبات الـ"فربيون" على رأس السهم، حتى تدخل رأس السهم في جلد الحيوان، ويجري السم في الدم لحين موته.
وعلى الرغم من أنَّ الرجال لم تعد تخدم في الجيش، إلا أن مهارات الصيد لديهم تثبت قيمة العيش في صحراء كالاهاري العدائية، فيما تبحث النساء عن المؤن، لاسيما أنّهنَّ يتمتعنَّ بالخبرة في جمع كل شيء، من بيض النعام، والنباتات، والجذور، والحشرات.
وتعتمد هذه القبائل على النباتات في توفير المياه، حيث أنَّ لديهم درنة نبات، تستنزف مياة الأمطار، وعند الحفر تنبعث منها تيارات ماء صالحة للشرب، ولديهم أيضاً نبات الـ"هوديا"، الذي يعتبر مصدر ربح رئيسي لهم، لاسيما أنّه لايزرع في أي مكان سوى صحراء كالاهاري، ومعروف عنه أنه مفيد في إنقاص الوزن.
ويستخدم "البوشمن" من بين 300 نوع مختلف للنباتات، 100 فقط، تمكّنهم من تشكيل جزء منتظم من النظام الغذائي، فيما يفضلون تناول الظباء، والحيوانات الصغيرة، والفواكه مثل مارولا، والتوت، والبطيخ، إضافة إلى المكسرات.
ويحاول بعض أفراد القبائل إيجاد فرص عمل في الزراعة أو السياحة، على الرغم من أنَّ تلك القبائل تعيش حياة تقليديّة، ولازال هناك من يفضل العيش على نمط أسلافهم، حتى في أساليب الخطوبة والزواج.
ولا ينظر "البوشمن" إلى الأشياء المادية، ومجتمعهم قائم على المساواة، ويخلو من التباهي، ولا يبغون تكوين الثروات، لكنهم يهتمون بالتعليم، لاسيما أنَّ نسب البطالة في مجتمعهم عالية جداً، وعلى الرغم من اهتمامهم بالتعليم، إلا أنَّ لغتهم لاتزال في خطر، حيث لا يتعلمها الأطفال في المدرسة، وذلك لأن المعلمين من قبائل "أوفامبو".
ونظراً لأهمية المواد المستخلصة من النباتات، اضطرت الحكومة الناميبية إلى تمرير مشروع قانون، بغية منع الناس من استغلال معرفة القبائل بالنباتات، مثل هوديا، ونبات مخلب الشيطان، الذي يستخدمونه لعلاج الروماتيزم، وغيره.