الخبازة البريطانية المسلمة نادية حسين

حظيت الخبازة البريطانية المسلمة نادية حسين (30 عامًا) بالتشجيع على الخبز من معلمها الملهم الذي عزز حبها للطبخ، ما جعلها تشارك في الأسابيع الأخيرة من السلسلة السادسة لبرنامج "باك أوف" الذي يجذب 9.5 مليون مشاهد تقريبًا، في الحلقة، وأوضحت نادية "أم لثلاثة أطفال"، أنّ ارتدائها للحجاب لا يجعلها أقل من البريطانيين، مشيرة إلى أنها لا تمثل الصورة النمطية للشخص البريطاني؛ لكن هذا لا يعني أنها ليست متفوقة في عمل الكعك.

وكشفت نادية في تصريحات صحافية، عن أنها تمارس الخبز حتى الساعات الأولى من الصباح، بعد أن يتوجه أطفالها إلى النوم، مضيفة: "عندما يخلد الأطفال إلى النوم؛ أمارس الخبز والطهي، حتى الساعة الثانية أو الثالثة من الصباح، أعمل على اتباع الوصفة نفسها لأيام متتالية حتى أحصل عليها على نحو جيد، ولا يمكنني ممارسة ذلك أثناء اليوم بسبب كل الأعمال المنزلية التي أجريها؛ ولكن مع مجرد أن ينام الأطفال ولا أحد يزعجني؛ أركز تماما على ما أفعله".

ويرجع حب نادية للخبز إلى عمر 12 عامًا، عندما حضرت في مدرسة "شالني هاي" داخل لندن، حيث كانت المعلمة السيدة مارشال، تشجع الفتاة الصغيرة على الخبز وتحصل على مساعدتها في التحضير للخبز أثناء الفصل، مبرزة: "كان عليّ عجن الفطير في فصل الدرجة الأولى، وأتذكر السيدة مارشال أثناء مدحها لي، كنت أساعدها خلال تحضيرها للفصل الآتي وأشاهدها، وكانت لا تمانع، وكنت أساعدها طوال أربعة أعوام حتى أصبحت جيدة في الخبز، وأحب عمل الأشياء البريطانية الكلاسيكية، كما علمتني، وأتساءل عما إذا كانت تشاهد برنامج "باك أوف" لأنها كانت الشخص الذي ألهمني".

وأعربت عن قلقها مما يظنه المشاهدون في شأن مظهرها وذلك على الرغم من ترشيحها حتى تكون من بين المُحكمين، وفوزها بنجمة الخباز مرتين، حيث بيّنت: "أشعر بالتوتر عندما ينظر الناس في وجهي وأنا مسلمة ومحجبة، وأتساءل عما إذا كان يمكنني الخبز؛ لكني أتمنى أن يدرك الناس مع مرور الوقت أنّه يمكنني الخبز وأنني لست شخصية بريطانية نمطية، وهذا لا يعني أنني لا يمكنني الخبز وصنع الكعك والشاي".
وأضافت: "أنا بريطانية مثل أي شخص آخر، وأرجو أن أثبت هذا، وأعتقد بأن هذا البرنامج يعد تمثيلًا رائعًا للمجتمع البريطانى اليوم، وتلقيت ردود أفعال تكشف عن مدى قبول الناس لمختلف الأديان والثقافات، والآن، عرف الناس من أكون، ويمكن، الآن، رؤية مقدار تسامح وقبول المجتمع البريطاني".

وتحظى نادية، بخلفية من بنغلاديش، ولم تكن الحلوى معتادة في ثقافتها؛ ولكن الآن، دخلت المخبوزات التي تقدمها في جميع الوجبات، وخصوصًا لوجبات أطفالها وزوجها الذي يعمل استشاريًا في مجال تكنولوجيا المعلومات، ومتسابقو البرنامج، خلال الموسم السادس: تامال راي (28 عامًا) وإيان كومينغ (42 عامًا) وفلورا شيدين (19 عامًا).

واعترف السيد راي الذي يعمل طبيبًا للتخدير بإتباعه لبعض الخرافات غير العادية، قبل العرض، مثل ارتداء جورب الحظ وأكل "السوشي"، موضحًا : "أصبحت أعتقد في بعض الأمور الخرافية أثناء التصوير، أولًا أتناول "السوشي" في طريقي إلى كل حلقة، وكان هناك حلقتين لم أقدم فيهم أداء جيدًا ولم أتناول "السوشي" في الحلقتين، وحينها أدركت أنّه يجب أن أتناوله، وأرتدي جورب الحظ أيضًا، أنا "هندوسي" وصليت كثيرًا جدًا وعادة لم أطلب شيئا؛ ولكني أعتقد بأن هناك إله للطعام ولكني لم أصل له، ولكني أصلي عمومًا".

ونجح راي في نيل قبول وحب المشاهدين الذين يتفاعلون منه من خلال نشر الرسائل والصور والفيديو على وسائل الإعلام الاجتماعية؛ لتسليط الضوء على وسامته، وأثارت مقدمة البرنامج سو بيركنز جنون مشجعيه، وأطلقت عليه اسم "جمعية تقدير راي"، وعند سؤاله عما إذا كان لديه صديقة، أوضح أنّه ليس له صديق أو صديقة على الرغم من كثرة العروض التي تأتيه عبر "تويتر".

ووصفت السيدة شيدين، طالبة في تاريخ الفنون في جامعة "سانت أندروز"، تجربتها في البرنامج بأنها "سيريالية"، مردفة أنها حصلت على بعض عروض الزواج التي تعتقد والدتها بأنها يجب أن تفكر فيها، بينما كشف السيد كومينغ المصور، عن أنّه رفض عروض عمل لثلاثة أشهر؛ لتوفير الوقت اللازم للبرنامج، كما شارك فى البرنامج لأن زوجته أرادت حضور حفل الشاي في نهاية الموسم.