النساء السوريات

استنكرت مجموعة من النساء السوريات، موقف الرجال الذين فروا من بلادهم التي مزقتها الحرب، دون نسائهم وأطفالهم وتركهم يعيشون في ظروف صعبة في مخيمات اللاجئين.

واتهمت إحدى النساء، في تصريحات إعلامية، هؤلاء الرجال بالتخلي عن سورية في وقت الأزمة الصعبة التي تمر بها، في حين توقفت أخريات عن نعتهم بالجبناء، واكتفين بالتأكيد على أن الدين الإسلامي يحرم مغادرتهم البلاد وقت الحرب.

وتعيش النساء اللائي تحدثن في تصريحات تلفزيونية في مخيم للاجئين في سورية، بعد تركهن المدن والقرى خلال الحرب الأهلية التي دامت أربعة أعوام.

وأعربت إحدى النساء الشابات التي تقيم في إحد المنشآت المؤقتة عن استيائها الشديد من ترك الرجال عائلاتهم في البلاد. وبيّنت أخرى "نحن نعاني من أزمة هنا، فمن سيحررنا ويحمينا بعد رحيل الرجال، نحن شرفهم، ومن سينتقم للشهداء؟".

واتهمت امرأة أخرى الرجال السوريين بالتخلي عن النساء والأطفال، والاعتماد على "الغرباء" لمساعدة السكان وخوض الحرب، بينما ذكرت امرأة هربت من منزلها في حمص غرب سورية، أنها لن تتخلى عن وطنها حتى لو كان الذهاب للعيش في الدول الأوروبية هو اختيار أفضل.

وشددت أخرى على أنّ "الله يحرم ترك البلاد والعائلة، نحن كنساء يمكننا تحمل كل شيء في سبيل عدم مغادرة بلادنا، على الرغم من أنه خيار أصعب من الذهاب إلى الدول الأوروبية، فكان يجب على هؤلاء الرجال البقاء للدفاع عن البلاد، والوقوف إلى جانب شعبها وعدم مغادرتها بهذه الطريقة".

وعند سؤال إحدى النساء عن الرسالة التي توجهها إلى آلاف الرجال الفارين من سورية إلى أوروبا، أجابت أنها تدعوهم إلى العودة والقتال في الحرب الأهلية للدفاع عن الوطن.

يذكر أن أوروبا تسعى جاهدة للتعامل مع أسوأ أزمة للمهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية، إذ فر نحو مئات الآلاف من السكان الأصليين من ويلات الحروب والاضطهاد في أفريقيا والشرق الأوسط.

ووصل هذا العام نحو نصف مليون من المهاجرين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط حتى الآن، أي أكثر من ضعف الرقم في عام 2014، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

وتتوقع السلطات الألمانية، وصول أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا هذا العام، وهو معدل يزيد عن التقديرات السابقة التي كانت تتوقع من800 ألف إلى مليون لاجئ.