الإعلامي الأميركي الساخر جون ستيوارت

يغادر جون ستيوارت، بعد قضاء 16عامًا، في تقديم البرنامج الكوميدي الذي يسخر من الواقع السياسي "ذا دايلي شو"، على شاشة التلفزيون الأميركي، من دون معرفة من سيخلفه، في الوقت الذي يقترب فيه سباق الانتخابات الرئاسي في الولايات المتحدة.

ونظم احتفال جزئي لمقدم البرنامج ستيوارت، مع استعراض دوره في مواجهة الصخب الحزبي، خلال حقبة الانقسام السياسي، فضلًا عن طريقه عرضه التي يسخر فيها من السياسيين والمشاهير ووسائل الإعلام، وتناوله بعض المواضيع الأخرى التي كانت مجالًا للسخرية، وفي أثناء توديعه تقديم البرنامج، حذر من الكذب الفاضح الذي أصبح في كل مكان، كما حث المشاهدين على مقاومة التضليل.

ولم يتضح بعد، من الذي سيخلف ستيوارت في تقديم البرنامج، فهناك الكوميدي ستيفن كولبرت الذي كان معروفًا عنه أيضًا أسلوبه في تناول المواضيع في سخرية؛ ولكن يبدو أنّه تخلي عن هذا النهج، أما بالنسبة إلى شون أوليفر الذي يقدم حلقة أسبوعية من برنامج "ذا ديلي شو"؛ فلن يكون في موقع تقديم البرنامج يوميًا.

 أما بالنسبة إلى جيمي فالون الذي يتربع علي عرش البرامج الليلية، فهو كوميدي أساسًا، فإذا تم استضافة أحد السياسيين في برنامجه مثلما حدث حينما كان جيب بوش ضيفًا على البرنامج في حزيران/يونيو، بعد إعلانه ترشحه في السباق الرئاسي؛ فإنه غالبًا، يسخر من الأخبار.

فلا يبدو أنّ هناك من سيعوض غياب ستيوارت؛ إلا في حال استطاع تريفور نوح، النجاح في هذه المهمة، بحسب ما أشار إليه أحد المسؤولين التنفيذيين؛ ولكن نوح الجنوب أفريقي وخليفة ستيوارت في البرنامج يعد وافدًا جديدًا على التلفزيون في الولايات المتحدة، الذي أبرز فعلًا أنّه سينأي عن استحواز ستيوارت مع "فوكس نيوز".

وتنبأت الأستاذة الجامعية في ولاية بنسلفينيا وكاتبة مقالات عن دور السخرية في الخطاب السياسي صوفيا مكلينين، بأن نوح لن يكون قادرًا على استكمال ما وصل إليه ستيوارت، وعلى تناول المواضيع السياسية وفق الكيفية التي كان يقدمها، مبدية تساؤلها لماذا لا يتم الاستعانة بالكوميدي دونالد ترامب، والاتجاه نحو شخص من بلد آخر لتقديم البرنامج والسخرية من الواقع السياسي في الولايات المتحدة؟

وأحدث رحيل ستيوارت تأثيرًا كبيرًا على الشركة المنتجة للبرنامج، حيث تراجعت الأسهم في الشركة لأكثر من الخمس إثر مخاوف المستثمرين من أن الاتجاه سيكون إلى "نت فليكس" و"يوتيوب"، بعد أعوام من معاناة المستهلكين لارتفاع الأسعار وقلة الخيارات.

ولفت نوح إلى أنّ التحدي الأكبر، أنّ الاتجاه لن يكون إلى مصدر واحد، المصدر التاريخي "فوكس نيوز" كما تنبأ بأن مكلينين سيكون عليها التحدث إلى جيل الألفية العالمية، ويسعى نوح الذي يتحدث سبع لغات إلى بناء حلقة وصل ما بين الشباب والسياسة في جميع أنحاء العالم.

وكان ستيوارت صرّح، بأن الأمر لا نهاية له، مؤكدًا أنّه بالرغم من رحيله عن تقديم البرنامج، ستكون لديه الفرصة للخروج عبر برنامج آخر، ونوهت مكلينين أنّ ذلك لا يقلل مما حققه ستيوارت ودوره في فضح طريقة عمل النظام السياسي وسيطرة الجمهوريين إبان عهد الرئيس بوش.

وتجاهل رئيس شبكة "فوكس نيوز" روجر اليس، تأثير ستيوارت الذي قال عنه إنه "كان مضحكًا وتطلب أحيانًا منا أن نولي اهتمامًا إلا أنّه لم يقدم أي تأثير فينا"، ويعد سيث ماير الذي كان يقدم في السابق برنامج "ساترداي نايت" الورقة الرابحة، حيث سيكون رحيل ستيوارت في مثابة فرصة حقيقية له لما يمتلك من بعد سياسي يؤهله إلى أن يكون خليفة ستيوارت.