المصورة ليلى علوي

أكدت عائلة المصوَرة الفرنسية من أصل مغربي ليلى علوي (33 عامًا) وفاتها الثلاثاء، باعتبارها أحدث ضحايا مجزرة كابتشينو كافيه في بوركينافاسو، حيث كانت علوي تتناول وجبة العشاء في مطعم فندق "سبلينديد" الجمعة ليلًا عندما اقتحم أربعة مسلحين من تنظيم "القاعدة" المكان، وأطلقوا وابلًا من الرصاص على الموجودين من مسافات قريبة، وقضت الفنانة أربعة أيام تصارع الموت في المستشفى، لكنها توفت، ليرتفع عدد قتلى الهجوم إلى 30 شخصًا.


 
وبينت كريستين "والدة ليلى" أنها فقدت الكثير من الدم بسبب إصابتها بالرصاص في الصدر والمعدة والذراع والساق والكلى. وأضافت السيدة كريستين لـ Le 360" "، "اكتشف الأطباء جلطة دموية في رئتيها ما سبب لها مضاعفات في التنفس"، حيث أجرت ليلى ست عمليات بعد استقرار حالتها ما زاد من آمال والدتها أنها ربما تتحسن حتى يتم نقلها جوا إلى فرنسا، إلا أن آمالها تبددت عندما توفت الليلة الماضية.


 
وأثنى أصدقاء المصورة عليها حيث نشرت صورها بواسطة مجلة "فوغ" وصحيفة "نيويورك تايمز" التي وصفتها بالمصورة الموهوبة، حيث كانت ليلى في واغادوغو في بوركينا فاسو غرب أفريقيا في مهمة لصالح منظمة العفو الدولية، وكتب صديقها الكاتب اللبناني البريطاني نصري عطا الله على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "فقد العالم بوفاتها فنانة موهوبة كان لديها حضورًا جيدا وكانت حريصة على مساعدة الغير وكانت مبدعة".
 


وأوضح عطا الله أن معرض "المغاربة" والذي سافرت ليلى من أجله في جميع أنحاء البلاد لأخذ صور للناس الذين التقطتهم في طول الطريق كان من أكثر أعمالها البارزة كمصورة. في حين ذكرت المدونة زهرة هانكير "كان لديها موهبة عميقة وطاقة لا حدود لها ورغم ذلك كانت متواضعة للغاية"، أما المغربي "معوض الحرامى" فكتب "تعد وفاتها خسارة للمغرب وللإنسانية وللفن والسلام".
 
وأفاد الناجون من هجوم الجمعة كيف استهدف مسلحون الناجين الغربيين وأعدموا من بدى عليه أنه أوروبيا، حيث يرقدون جرحى على الأرض، وبيّنت امرأة سلوفينية اختبأت وراء مقعد للتهرب من المهاجمين ان اثنين منهم على الأقل كانوا يستهدفون الزوار البيض.
 


وأضافت المرأة السلوفينية "اعتقدت أنم ربما يرون قدمي البيضاء ويأتون لإطلاق النار علي، وكانوا يعودون من حين لأخر لرؤية من يتحرك من البيض لإطلاق النار عليه مرة أخرى، وكان لدي صديقة بيضاء مات فوقها رجل أبيض وظل ينزف عليها لكن جسده أنقذ حياتها".
 
وقال قائد مكافحة التطرف في بوركينافاسو إيفرارد سومادا عن المهاجمين "أرادوا قتل أكبر عدد ممكن من الناس، ولم يكونوا يهتمون بالموت"، حيث بدأت المذبحة عندما فجر أربعة مسلحين يحملون أسلحة أتوماتيكية سيارة ملغومة خارج الفندق واقتحموا المبنى واحتجزوا أكثر من 100 رهينة، فيما دخلت القوات الفرنسية الخاصة وضباط شرطة بوركينا فاسو فندق "سبلينديد"  في الـ 10 مساء الجمعة، واستطاعت القوات تحرير 150 من النزلاء، وكانت أحد الأبواب مفخخة بقنبلة يدوية حتى أن العديد من النزلاء رفضوا السماح للقوات بالدخول خوفا من كون الغرفة مفخخة كجزء من مؤامرة لقتلهم.
 


وفر المسلحون على الفور في سيارة أجرة ولكن تم قتلهم من خلال مدفع رشاش أطلق بواسطة سيارة مدرعة، وقال وزير الأمن سيمون كومباورى "كان القصد إيذاء الأجانب لأن هذا المكان يضم العديد من الأجانب وهذا ما يفسر الهجوم"، وكان ستة كنديين وأميركيًا وفرنسيًا وسويسريًا وهولنديًا من بين 1 جنسية ممن قتلوا في الهجوم، حيث كان أصغر ضحية عمره تسعة أعوام.
 


وقتل المبشر الأميركي "مايك ريدرينج" الذي كان يعمل في جمعية خيرية معنية بالعنف الأسرى أثناء وجوده في كابتشينو كافيه، وماتت المالكة الأوكرانية للكافية فيكتوريا يانكوفاسكا ونجلها في الهجوم أيضا، وكان الزملاء أنطونيو دي أوليفيرا باستو، إدي تواتي وأرنو كزير يحتفلون بنهاية رحلة عملهم وعودتهم الوشيكة إلى فرنسا عندما فاجئهم رصاص المتطرفين.

 كما قُتل المتطرفون الأربعة المنفذون للهجوم صباح اليوم التالي، وأصدر "تنظيم القاعدة" صورًا لثلاثة من المتطرفين الذين نفذوا الهجوم، ولم يستطع المسؤولون تأكيد ما إذا كان تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي الذي زعم مسؤوليته عن الهجوم استخدم خلية متطرفة محلية أم أرسل متطرفين من مالي لتنفيذ الهجوم.
 
وولدت ليلى عام 1982 في باريس ودرست في جامعة مدينة نيويورك، وقضت بعض الوقت في لبنان والمغرب حيث وتوثقت حياة ونضال المهاجرين الذين خاطروا بحياتهم لمحاولة عبور البحر المتوسط إلى أوروبا.