فيلم ابنة الهند

اعتبرت مخرجة فيلم وثائقي يتناول اغتصاب جماعي وقتل امرأة في مدينة "دلهي" الهندية، البريطانية ليسلي أودوين، أنَّ حظر الهند للفيلم ومطالبة موقع "يوتيوب" بإزالة الوصلات إليه ما هو إلا "انتحارًا دوليًا".

وكان فيلم "ابنة الهند" قد تم عرضه على قناة  BBC4، في بريطانيا الأسبوع الماضي، ونشر العديد من مستخدمي "يوتيوب" تسجيلًا للبرنامج على الموقع.

وأوضحت الشرطة الهندية أنَّ فرض الحظر على التعليقات على الفيلم من قِبل أحد المدانين بالجريمة خلق جوًا من الخوف والتوتر.

وأضافت ليسلي أودوين: كان هدفي كله تقدم هدية وشكر إلى الهند، والثناء فعلا عليها، إذ تمييز الهند باعتبارها البلد الذي كان مثالًا يحتذى به في ردها على هذا الاغتصاب، بلد يمكن أن نرى في الواقع بداية التغيير. المفارقة العليا هي أنَّها تتهمني بأني أردت التشهير بها، إنَّ ما يفعلونه "انتحارًا دوليًا" من خلال حظر هذا الفيلم.

وكانت المخرجة استلهمت الفكرة من الاحتجاجات التي اندلعت في الهند خلال كانون الأول/ ديسمبر 2012 إثر اغتصاب وقتل طالبة في كلية العلاج الطبيعي على يد شباب.

وشددت الحكومة قوانين الاغتصاب في استجابة للاحتجاجات عقب الهجمات المميتة، ولكن لا يزال في المتوسط معدل الاغتصاب في الهند شخص كل 21 دقيقة، والهجمات بالمواد الكاوية، والعنف الأسري والتحرش الجنسي شائعة جدًا.

قدم فيلم "ابنة الهند" مقابلة مع واحد من أربعة رجال حكم عليهم بالإعدام بتهمة اغتصاب وتعذيب وقتل امرأة تبلغ من العمر 23 عامًا على متن حافلة متحركة، موكيش سينغ.

في الفيلم؛ لام سينغ الضحية لمقاومة الاغتصاب. وكان قد أدلى بتصريحاته التي تصدرت العناوين الرئيسية في الصحف الهندية وأثارت غضبًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

وشددت أدوين على أنَّ حظر الفيلم قد جلب إلى الهند سمعةً سيئةً لاسيما فيما يتعلق بعرقلة حرية التعبير، أحد من العناصر الأساسية للديمقراطية.

وأشارت المخرجة إلى أنَّه إذا أُعْطيت لها الفرصة فإنَّها يمكنها إقناع رئيس وزراء الهند، نارندرا مودي، بالسماح بعرض الفيلم.

وأضافت المخرجة: إذا أمضت "مودي" ساعة واحدة في رؤية هذا الفيلم الوثائقي، فإنه سيرى التصريح بعرضه.

وأطلقت بيتي باتشاو، حملة "أنقذوا البنات، علموا البنات"، بهدف تحقيق التوازن بين الجنسين، إذ يحدث تشوه بسبب عمليات الإجهاض بسبب نوع الجنين، وتحسين المساواة بين الجنسين من خلال حصول الفتيات على التعليم.

وأوضحت أدوين أنَّها كانت تأمل أن يتم عرض الفيلم بشكل قانوني في الهند، والتعامل مع مودي على أنَّها "بطلة عالمية" بسبب الوقوف في تصريحاتها مع تعزيز المساواة بين الجنسين.