مبادرات إعلامية مصرية لبناء وعي الأطفال

في محاولة لنشر قيم التسامح، وبناء وعي الأطفال، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التي تمتلك عدداً من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، عزمها إطلاق محتوى خاص بالأطفال، يستهدف «اجتذاب» هذه الشريحة بمختلف مراحلها العمرية، من خلال خطة برامجية تشمل أعمال رسوم متحركة ودراما وبرامج تفاعلية. وأعلنت «المتحدة»، في بيان صحافي، مساء أول من أمس، عن إطلاق شركة «نبتة»، مهمتها تقديم محتوى للطفل، وينتظر أن ينطلق بسبعة أعمال «كبرى»، على أن تبدأ هذه الخطة البرامجية في الظهور مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بفترات مفتوحة مُخصصة للأطفال عبر القنوات التابعة لـ«المتحدة».

يأتي هذا في أعقاب إعلان الكاتب الصحافي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (الجهة المسؤولة عن تنظيم عمل الإعلام المصري)، مسودة «كود ضوابط وأخلاقيات الإعلام الآمن للطفل»، في أغسطس (آب) الماضي، والتي تضم بنوداً «مُلزمة» للصحف والقنوات المصرية، بينها الخصوصية والموضوعية، وعدم نشر المشاهد العنيفة والجنسية، واحترام الأسرة والأطفال، وغيرها من البنود التي تتعلق بحماية الهوية واللغة، والحد من آثار الألعاب الإلكترونية على سلوك الطفل، ومن المنتظر إصدار الكود رسمياً في المرحلة المقبلة. من جانبها، أشادت الكاتبة المتخصصة في مجال الطفل، سماح أبو بكر، باهتمام القيادة السياسية في مصر بما يتلقاه الطفل من محتوى إعلامي. وقالت إنه «من المؤسف خلال السنوات الماضية ألا تعتني الكيانات الإعلامية بتقديم محتوى خاص للطفل، محتوى يحترم عقله وإدراكه، ويتماشى مع وتيرة تطوره التي باتت سريعة للغاية»، مضيفة أنه «حان الوقت لتنقيح ما يتعرض له الأطفال والتواصل معه بلغته العصرية».

وبخصوص مشاركتها في الخطة البرامجية التي أطلقتها الشركة «المتحدة»، أعربت سماح أبو بكر عن فخرها بالمشاركة في المبادرة من خلال برنامج «رحلة سعيد»، الذي تم تحضيره بنمط «يتماشى مع العصر، ويخاطب كل الأسرة»، على حد تعبيرها. وقالت إن «فكرة البرنامج تدور حول استضافة أسرتين، وخلق حالة تنافسية بينهما من خلال بعض الألعاب العصرية والقديمة، بشرط قضاء الرحلة معاً على مدار اليوم دون هواتف جوالة، وذلك بغرض التفاعل والتواصل بعيداً عن مسببات الإلهاء»، وأضافت أنه «في نهاية اليوم أقص عليهم حكاية تحمل رسائل، هدفها ترسيخ مفاهيم مجتمعية قيمة».

وتأتي خطة «المتحدة» بالتعاون مع عدد من الوزارات، مثل وزارة التضامن الاجتماعي التي تشارك في مسلسل «يحيى وكنوز»، فيما تتعاون وزارة الشباب والرياضة في مشروع مواهب كرة قدم «كابيتانو مصر»، الذي قام باختبار 50 ألف موهبة رياضية في سن 14 سنة. كما أعلنت الشركة عزمها «تقديم محتوى ديني لنشر مفاهيم الدين الصحيح». من جانبه، رأى فادي رمزي، مستشار الإعلام الرقمي، المحاضر في الجامعة الأميركية بالقاهرة، أن هذه الخطوة «طال انتظارها». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «تفعيل هذا الاتجاه لن يكتمل سوى بإضافة الشكل الرقمي، فنحن أمام جيل يرى العالم من شاشة الهاتف، كما أنه ليس مستهلكاً جيداً لوسائل الإعلام التقليدية، مما يعني أن نمط التفاعل هو جزء أصيل في التواصل مع الأطفال أو المراهقين».

مضيفاً أنه «لا يقصد هنا أن يكون المحتوى الإعلامي المقدم للطفل رقمياً فحسب، بل يجب أن يتكيف مع مواقع التواصل الاجتماعي واحتياجاتها التقنية». وأشار مستشار الإعلام الرقمي إلى «أهمية» مزج محتوى الأطفال بما يقدمه من مفاهيم إنسانية تعزز المواطنة والأخلاق النبيلة بنمط عصري، مُحبب لديهم مثل الألعاب الإلكترونية، ويوضح أن «ثمة توجهاً عالمياً نحو تعزيز محتوى الطفل المقدم في وسائل إعلام تقليدية، يتم استكماله من خلال إطلاق ألعاب إلكترونية تفاعلية، تعزز المفاهيم نفسها التي استهدفها البرنامج أو مسلسل الرسوم الإلكترونية».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

زيلينسكي يؤكد أن القوات الروسية منعت وسائل الإعلام الأجنبية من دخول محطة زابوريجيا النووية

وزارة التضامن الاجتماعي المصرية تُعلن 500 مليون جنيه لمٌستفيدي تَكافؤ الفرص الاجتماعية