أبوبكر البغدادي

أصدر تنظيم "داعش" المتطرف تسجيلًا صوتًيا جديدًا يزعم أنّه لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، حيث نشرت منظمة "الفرقان" الإخبارية التابعة للتنظيم التسجيل الصوتي الذي تصل مدة 46 دقيقة، وجاءت بعد أن ادعت روسيا أنها قتلت البغدادي في غارةٍ جويةٍ على الرقة في يونيو/ حزيران الماضي.

وكان التسجيل الذي قال المحللون إنَّه يبدو شبيهًا بالأشرطة السابقة لزعيم "داعش"، هو التسجيل الأول الذي يُسمع فيه زعيم التنظيم منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي،
مضيفين في معهد بحوث الشرق الأوسط " MEMRI" في مقابلة مع صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أنّه في الشريط المُسجل يشير البغدادي إلى التهديدات النووية التي توجها كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة واليابان.

واستغل البغدادي أيضًا الرسالة ليدعو إلى شن هجمات على مقرات وسائل إعلام "الكافرين" ومراكز الحرب الأيديولوجية، وهذا يعني على الأرجح أن الشريط تم تسجيله في الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من أن المحللين على الإنترنت قالوا إنه يفتقر إلى تفاصيلٍ محددة من شأنها أن تسمح لهم بتضييق التاريخ إلى أبعد من ذلك.

ويكشف البغدادي أيضًا في رسالته: "واصلوا الجهاد والعمليات المباركة، ولا تدعو الصليبيين والمرتدين يتمتعون بحياةٍ طيبة أو حياةٍ ممتعةٍ في بلادهم بينما يتعرض إخوانكم للقصف والقتل والدمار"، فيما كانت آخر مرة سُمِعَ فيها البغدادي في تشرين الثاني / نوفمبر 2016 مع بدء معركة تحرير الموصل، حيث حث أتباعه على محاربة "الكافرين" و"جعل الدماء تتدفق كالأنهار".

وكانت القوات التي تدعمها الولايات المتحدة قد دحرت التنظيم في وقت لاحق من الموصل، وهي المعقل الأخير في العراق والمدينة التي أعلن البغدادي فيها ما يسمى بالخلافة في عام 2014.

وكان داعش قد دمر مسجد النوري القديم، الذي ألقى البغدادي فيه خطابه قبل سقوط المدينة. ويُشكل هذا الخطاب أيضًا آخر مرة شوهد فيها البغدادي علنًا، ومنذ ذلك الحين، احتلت قوات الحلفاء الرقة، في سورية، التي كانت بمثابة عاصمة "داعش" الفعلية، وكانت بقعة اختباء محتملة أخرى للبغدادي.

ويعتقد المسؤولون الآن أنه من المرجح أنه يختبئ في مكان ما في الصحراء ذات الكثافة السكانية المنخفضة بين هاتين المدينتين، والتي قد يستغرق أعوام لتحديد موقعه، فيما أكد الجنرال ستيفن تاونسند، قائد الجيش الأميركي الذي يقود قوات التحالف التي تقاتل "داعش" في العراق وسورية، في وقتٍ سابق من هذا الشهر إنَّه يعتقد أن البغدادي لا يزال على قيد الحياة.

وأوضح تاونسند للصحافيين في البنتاغون عبر اتصال فيديو من مقره في بغداد: "هل أعتقد أنه على قيد الحياة؟ نعم فعلًا"، مضيفًا: "هناك أيضًا بعض المؤشرات في قنوات الاستخبارات أنَّه على قيد الحياة."

وأبرز مسؤولون روس في حزيران/ يونيو إنَّ هناك احتمالًا كبيًرا بأنَّ البغدادي تُوفي عندما ضربت إحدى غاراتهم تجمعًا لقادة "داعش" في ضواحي مدينة الرقة السورية، لكن الكرملين اعترف في يوليو/ تموز الماضي بأنَّه يُكافح من أجل تأكيد مقتل البغدادي، وما زال المسؤولون الغربيون والعراقيون متشككين من ذلك.

وفي الشهر الماضي قال لاهور طالباني، المسؤول الكردي في قوات مكافحة الإرهاب إنه متأكد بنسبة 99 فى المائة من أن البغدادي لا زال مختبئًا، متابعًا: "لا تنسى أن جذوره تعود إلى أيام تنظيم القاعدة في العراق. حيث كان يختبئ من أجهزة الأمن. إنه يعرف ماذا يفعل".

ومن جانبه، نوه تاونسند أنَّ الولايات المتحدة وقوات التحالف تبحثان بنشاط عن البغدادي، مضيفًا أنَّه "إذا وجدوه، فإنَّهم ربما يقتلونه بدلًا من القبض عليه"، مؤكدًا أن تخمينًا بشأن المكان الذي يختبئ فيه البغدادي هو ما يسمى وادي نهر الفرات الأوسط، الذي يمتد تقريبًا من مدينة دير الزور في شرق سورية إلى مدينة راوة في غرب العراق، مواصلًا أنَّ هذه المنطقة تُشكل "المكان الأخير" للتنظيم بعد الإطاحة به من شمال العراق، وكانت آخر نكسة داعش في تلعفر، غرب الموصل المحررة مؤخرًا.

وأعلنت الحكومة العراقية الخميس أنَّ تلعفر قد عادت إلى سيطرة الحكومة، حيث وصفها تاونسند بانتصار "سريع جدا" للجيش العراقي، بينما ما زال مقاتلو "داعش" الذين اجتاحوا العراق في عام 2014 مع الحد الأدنى من المقاومة من الجيش العراقي يسيطرون على منطقة واسعة من شرق سورية على طول الحدود مع العراق، فضلًا عن أجزاء من الرقة، عاصمة خلافة التنظيم.

وأشار تاونسند إلى أنَّ القوات السورية المدعومة من قبل الولايات المتحدة والقوات الكردية استعادت نحو نصف الرقة في القتال الدائر، مضيفًا أنَّ الحكومة العراقية ستكون مسؤولة عن حماية المكاسب التي تحققت منذ عام 2015، معربًا عن أمله في أن تعمل الحكومة الأميركية على ترتيب لوجود عسكري طويل الأمد في العراق لتقليل فرص وقوع حادث أخر يشبه "داعش"، وإن مثل هذه المحادثات جارية.