النشطاء الفلسطينيين على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"

بدأ نشطاء فلسطينيون حملة لمقاطعة موقع فيسبوك وأطلقوا هاشتاغ #"FBcensorspalestine" ردا على قيام الموقع بحذف صفحات اجتماعية فلسطينية تحظى بمتابعة العديد من مشتركي الفيسبوك الفلسطينيين.

وشرع رسامو الكاريكاتير وغيرهم بنشر رسومات تهاجم سياسة فيسبوك، على اعتبار أنه بات مجندا وأداة تتحكم بها إسرائيل، وأكدت المحررة في صفحة قدس الإخبارية حلا خلايلة، أن فيسبوك قام مؤخرا بحفذ حسابات مدراء للصفحة بشكل مفاجئ. لكنها تؤكد أن الحسابات عادت للعمل بعد بعث رسالة احتجاج للموقع، وتضيف بأن صفحات أخرى حذفت مثل صفحة غزة الآن وصفحة " مش هيك" التي تعرض الأحداث بطريقة ساخرة. 

وأضافت خلايلة "ردا على هذا الإجراء قمنا بإطلاق حملة ضد الفيسبوك، لكي يتنبه مارك زوكربيرغ أنه لتصرف خاطئ اعتبار هذه الشبكات شبكات تحريضية"، وتضيف خلايلة: " لم تنتهك هذه الصفحات أي شرط من شروط الفيسبوك وتعمل على تغطية القضية الفلسطينية في نطاق خارج عن التحريض في كل المصطلحات كي لا نعرض أي مسؤول في الصفحة للمساءلة سواء من قبل الاحتلال أم الفيسبوك"

فيسبوك قام أيضا سابقا بحذف فيديوهات نشرت على هذه الصفحات، تضمنت مشاهد لقتل فلسطينيين بدعوى تنفيذهم عمليات ومشاهد لطعن جنود إسرائيليين وإصابات في صفوف الإسرائيليين، وقد عملت الشرطة الإسرائيلية على إنشاء وحدة تتبع إلكترونية خاصة لملاحقة المنشورات التي تخرج من حسابات الفلسطينيين، وبحسب إحصائية رسمية فقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 145 فلسطينيا بتهم تتعلق بالتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالأخص موقع فيسبوك، الذي يحظى بشعبية أكبر في الاستخدام بين الشباب الفلسطيني، وبحسب تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، كان لشبكات التواصل الاجتماعي دور غير مسبوق في دفع شبان فلسطينيين لتنفيذ عمليات طعن ودهس ضد إسرائيليين منذ أكتوبر عام 2015، سلسلة عمليات وجدت الأذرع الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية معضلة في إيقافها قبل ارتكابها كونها في معظمها عمليات فردية.

وأثارت مشاهد القتل الميداني لمنفذي العمليات من قبل عناصر الأمن الإسرائيلي غضبا في الشارع الفلسطيني، مشاهد ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على تداولها بشكل واسع، وكان اللقاء الأهم بين ممثلين عن موقع فيسبوك ويوتيوب مع وزراء في حكومة نتنياهو خلال شهر أيلول/ سبتمبر للاتفاق على طرق لوقف ما وصفه الإسرائيليون "بموجة التحريض الفلسطينية"، ولا عجب أن تأتي خطوة موقع فيسبوك بمحو عدد من الحسابات الفلسطينية النشطة ترجمة لذلك الاتفاق الذي تم التوصل إليه في تل أبيب، وجاء الاتفاق بعد تهديد أطلقته وزيرة القضاء شاكيد بتوجه إسرائيلي لمقاضاة مواقع التواصل الاجتماعي بصفتها مسؤولا رئيسا عن أي مادة تحريضية ضد إسرائيل تبث من خلال تلك المواقع، إلا أن شاكيد أعلنت بعد الاتفاق مع فيسبوك أن موقعي فيسبوك ويوتيوب استجابا لـ 95% من مطالب إسرائيل التي تقدمت بها لحذف مقاطع تراها تحريضية أو تشجع على تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

وما تزال الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتمد منشورات فيسبوك لاعتقال الفلسطينيين وإصدار أحكام قضائية بحقهم بتهم التحريض.

سماح دويك، صحفية فلسطينية من سكان القدس الشرقية، أطلق سراحها يوم الاثنين الماضي بعد اعتقال دام ستة أشهر وذلك بعد أن أدانتها المحكمة الإسرائيلية بتهمة التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سماح كشفت أنها كتبت في المنشور الذي استخدم ضدها في المحكمة، جملة تمتدح بها منفذ عملية قتل برصاص رجال الأمن الإسرائيلي، إذ وصفت سماح منفذ العملية بجملة " الشهيد البطل" كما تقول إن هذه الجملة اقتادتها إلى غياهب السجون، وتتساءل سماح عما إذا كان موقع فيسبوك والشرطة الإسرائيلية سيقومان بملاحقة التحريض من قبل نشطاء اليمين المتطرف في إسرائيل مثل ما يلاحقان منشورات الفلسطينيين، وأضافت " ألا يعتبر التحريض الذي تقوم به جماعات اليمين المستوطنون في إسرائيل تحريضا لدى فيسبوك، أولئك الذين يحرضون ضد العرب مثل جماعة تدفيع الثمن التي ترتكب جرائم إرهاب وحرق ضد الفلسطينيين وقامت بإحراق عائلة الدوابشة؟".