رحيل ليونيل موريسون الناشط الدؤوب للصحافيين السود

توفي الناشط الدؤوب في "الاتحاد الوطني للصحافيين وقضية السود" ليونيل موريسون عن (81 عامًا)، وهو يعد أول صحفي يعمل لدى صحيفة" Fleet Street " الشعبية الوطنية في فترة السبعينات، وكان أول رئيس أسود للاتحاد وتم انتخابه لهذا المنصب عام 1987، وعمل فيه باجتهاد لأكثر من 40 عامًا. ووصف سيموس دولي الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني للصحفيين شخصية موريسون بأنه "ترك انطباعا واضحا على كل من التقى به". وفضّل موريسون الجدال بشأن قضيته وجهًا لوجه بدلا من الصراخ في الميكروفون.

ولد موريسون في جنوب أفريقيا عام 1935، وعندما بلغ عمر 21 عامًا كان الأصغر بين 155 شخصًا في مواجهة المحاكمة بتهمة الخيانة والتي أسفرت عن حبس نيلسون مانديلا وولتر سيسولو، وتمت تبرئة موريسون الذي قضى سابقا 5 أشهر في سجن The Fort في "جوهانسبرغ" بسبب معارضته لنظام الفصل العنصري.

وعمل موريسون كمراسل لصحيفة Golden City Post, أول صحيفة أفريقية أسبوعية للسود، وساعد في تأسيس الاتحاد الوطني للصحفيين لجنوب أفريقيا وهو منظمة غير عنصرية على النقيض من جمعية جنوب أفريقيا للصحفيين للبيض فقط. وأُرسل موريسون إلى المنفى بعد مذبحة شاربفيل عام 1960، وأمضى وقتا في أوروبا وآسيا وأفريقيا للمساعدة في تأسيس جمعية أفروآسيوية للصحفيين قبل البحث عن عمل في بريطانيا عام 1968. وذكر موريسون في مقابلة له مع صحيفة The Voice منذ بضع سنوات أنه كتب لنحو مائة جريدة ومجلة دون نجاح، ووافق القليل على رؤيته، ويعتقد أنه رُفض بسبب لون بشرته، واستمرت المقابلات حتى التقى بوب ادوارد رئيس تحرير The People والذي أخذه لتغطية قصة عن مطعم المنجروف في "نوتينغ هيل"، وانتهت القصة بمقاضاة الجريدة، إلا أنه تمت الإشارة بعمل موريسون من قبل القاضي والطريقة التي قدم بها شهادته، وعمل موريسون كمحرر ومراجع في صحف London Evening Standard و Sunday Telegraph و Sunday Mirror.

وشارك موريسون في السبعينات في نقاشات غير صدامية في اجتماعات اتحاد الصحفيين في لندن، وفي عام 1974 في اجتماع في ويكسفورد في أيرلندا وافق الأعضاء على تأسيس حزب عامل يعني بالعلاقات بين الأعراق على أن يكون موريسون أول رئيس له، وبعد عام واحد وافق الاتحاد على إدراج شرط ضمن قواعد السلوك بحيث لا يقوم الأعضاء بإنشاء مواد تشجع على التمييز على أساس العرق أو اللون أو العقيدة أو الجنس أو التوجه الجنسي. وفي عام 1977 تقدم موريسون لرئاسة الاتحاد الوطني للصحفيين أعلن لاحقا أنه خسر بسبب العنصرية الدموية، إلا أنه انتُخب كرئيس بعدها بعشر سنوات، وأمضى عامه في معالجة عدم المساواة في وسائل الإعلام واتحاد الصحفيين.

ولعب موريسون لاحقا دورًا رئيسيا في تأسيس الصندوق التذكاري لفاينر جورج وهو جمعية خيرية تساعد طلاب الصحافة السود. وقد ساعد الصندوق في معالجة مشكلة قلة من الصحفيين السود العاملين في بريطانيا، وعمل موريسون في لجنة المساواة العرقية، وأخبر مُحاور صحيفة The Voice " عندما تكون الأمور على غير ما يرام فيجب عليك فعل شيء حيال ذلك". وتحدث ميشيل ستينستريت الأمين العام لاتحاد الصحفيين تكريما لموريسون عن تأثيره الهائل على الاتحاد وشغفه والتزامه تجاه الصحافة والعدالة الاجتماعية والمساواة، فيما ذكر جيم بوميلا الذين أصبح لاحقا ثاني رئيس أسود للاتحاد " سأذكر نضاله الذي لا يعد ولا يحصى، لقد كان صوتا شغوفا وبليغا عن قضية العدالة"، ويخطط الاتحاد الدولي للصحفيين لنشر أكمل التقدير لموريسون في غضون أيام قليلة.