أحد متظاهري حقوق المرأة في بامبلونا

عيّنت صحيفة "إل باييس" الإسبانية أوّل مراسلة جنسانية لها بعد ضغط من صحافياتها، وهو ما شكّل اعترافا بحقيقة أن المجتمع يشهد "تغييرا عميقا" بعد انتشار حركة #MeToo وقيام الكثير مِن الاحتجاجات بشأن حقوق النساء على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد.

وقالت الصحيفة التي تأسست قبل 42 عاما في الوقت الذي بدأت فيه إسبانيا انتقالها إلى الديمقراطية عقب وفاة فرانكو، إنه يجب إيلاء مزيد من الاهتمام "بالدور الجديد الذي تلعبه المرأة في المجتمع". وأضافت: "هذا لا يتعلق فقط بكتابة المزيد من القصص عن النساء، بل يتعلق الأمر بتضمين المزيد من النساء في القصص"، في يوم المرأة العالمي 8 مارس/ آذار، شاركت أكثر من 5 ملايين عاملة في "الإضراب النسوي" الأول في إسبانيا احتجاجًا على التمييز الجنسي والعنف الأسري والفجوة في الأجور بين الجنسين.

ونظمت مظاهرات بجميع أنحاء البلاد نهاية أبريل/ نيسان، بعد إدانة خمسة رجال متهمين باغتصاب فتاة مراهقة أثناء إدارة مهرجان الثيران في بامبلونا بتهمة الإساءة الجنسية، وهي التهمة التي تعتبر أقل من الاغتصاب مما شكل صدمة في تلك القضية المعروفة باسم قضية ولفباك، وقادت الحكومة إلى إعلان مراجعة لتشريع الجرائم الجنسية، وأشارت الصحيفة إلى أن الإقبال الهائل في إسبانيا 8 مارس/ آذار، والاحتجاجات على الحكم في قضية ولفباك والزلزال الذي أحدثته حملة "وأنا أيضا" بشأن الاعتداء الجنسي الذي أدى إلى حركة قيام حركة tell_it وهي النسخة الإسبانية من حركة وأنا أيضا كل ذلك يعطي فكرة عن النسوية في القرن الحادي والعشرين.

وأضافت الصحيفة أن التزامها بالقضايا الجنسانية سيكون واضحا في جميع أقسامها، وسوف تطلع على تغطيتها الدولية، لا سيما في أميركا اللاتينية، وقالت بيلار ألفاريز، التي ستكون أول مراسلة لنشرة الشؤون الجنسانية في الصحيفة، إن الهدف من هذه الخطوة هو تقديم "تغطية أكثر عمقًا وطموحًا لما يحدث مع النساء.

وأضافت بيلار ألفاريز: "الأمر لا يقتصر على النساء فقط. تشمل كلمة "الجنس" أيضًا الرجال، ونحن ننظر إلى ما يجري مع الرجال وكيف يتغير الرجال".

وقالت ألفاريز إن إحدى المهام الرئيسية هي التحقيق في الأحداث التي تلت حركة #MeToo والاحتجاجات الأخيرة في إسبانيا، وأضافت "لقد تبعهم الكثير من الإثارة والضوضاء وسنفعل ما يفعله الصحافيون: فصل الضوضاء عن الحقائق، كما أشاروا إلى أنهم مهتمون بموازنة وجود الرجال والنساء في الأخبار".

ويأتي هذا الإعلان في أعقاب مبادرات مماثلة في أماكن أخرى، ففي تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، عينت "نيويورك تايمز" محررا جنسانيا، بينما كانت صحيفة "واشنطن بوست" أعلنت عن كاتب عمود في الجنس.