المذيعة تاتيانا فلغنهاور

أكد صحافيون روس أنَّ مناخ الاستقطاع والعنف السياسي في البلاد ربما قد شجع حادثة الطعن التي راح ضحيتها مذيعة راديو شهيرة، حيث كانت تاتيانا فلغنهاور، نائبة رئيس تحرير إذاعة "صدى موسكو"(إيخا موسكفي) قد تعرضت لهجوم يوم الاثنين على يدر رجل اقتحم أستوديو الإذاعة في مبنى في وسط العاصمة الروسية موسكو. وكان المهاجم قد استخدم رذاذ الفلفل الحار في مهاجمة حرس المبنى قبل أن يستقل المصعد إلى الدور الرابع عشر حيث يوجد مقر الإذاعة.

وقال رئيس التحرير، أليكسي فينيديكتوف في لقاءٍ مساء يوم الاثنين إنَّ الأطباء اجروا عملية جراحية استمرت لأكثر من ساعة. وتعرضت لغيبوبة طوال الليل، ولكن الأطباء قالوا ليس هناك خطر على حياتها، وقد كانت تاتيانا على وعي عقب الهجوم وكانت قادرة على المشي، ولكن بعد ذلك بفترة وجيزة أصبح من الواضح أن جروحها كانت خطيرة ونُقلت إلى المستشفى. ووصلت الشرطة للقبض على المُهاجم، الذي احتجزه اثنين من حراس الأمن.

وكشفت السلطات الروسية أن المهاجم يدعى بوريس جريتس، 48 عامًا ويحمل جنسية مزدوجة روسية وإسرائيلية، وقال فينيديكتوف إنه قد عُثر معه على رخصة قيادة إسرائيلية بهذا الاسم. وكانت هناك مدونة تبدو أنها تابعة له تحتوي عدة مواضيع تتحدث عن تاتيانا حيث يشتكي من أن المذيعة كانت تتعقبه في "دماغه"، فيما عرضت وسائل الإعلام الروسية لقطات مسربة، يبدو أنها من التحقيق مع جريتس، حيث قال إنه لم يلتقي تاتيانا من قبل ولكنّها كانت معه على اتصال تخاطري منذ 5 سنوات.

وأضاف فينيديكتوف إنه من المبكر القول بأنَّ ذلك هجوم لشخص غير مستقر عقليًا. وأضاف: "إنه عرف أشياء لا ينبغي له أن يعرفه، كيف عرف أنَّ تاتيانا ستبقى في مقر العمل؟ في وقت الهجوم، فلم يكن من الطبيعي لها أن تبقى. هناك العديد من التساؤلات.

وتُعد إذاعة "صدى موسكو" واحدة من وسائل الإعلام القليلة المستقلة في روسيا، والتي تعرض تقارير ونقاشات تنتقد الكرملين بشدة على الرغم من أنها مملوكة للذراع الإعلامي لعملاق النفط الروسي "غازبروم". وتستضيف تاتيانا برنامج نقاش صباحي على المحطة. ولطالما تعرض صحافيو الإذاعة لهجمات من قبل. وكانت إذاعة "صدى موسكو" وتاتيانا على وجه الخصوص قد تعرضوا للانتقاد خلال تقرير إخباري على محطة تلفزيونه مملوكة للدولة على أساس أنهم يعملون للترويج لمصالح أجنبية في روسيا قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس/أذار المقبل. وتضمن التقرير صورًا لتاتيانا ومقطع صوتي تشتكي من أوضاع الصحافيين في روسيا.

وانتقد اتحاد الصحفيين الروسيين التقرير التلفزيوني بشدة، وجاء في بيان لاتحاد الصحفيين والإعلاميين: "نعتقد أن هذه البرامج تنشر الكراهية ضد زملاؤنا وقد تحفز قيام شخص مختل بمهاجمة تاتيانا".