لندن ـ كاتيا حداد
صرحت رئيسة أوفكوم، شارون وايت، مستشهدة ببحث جديد عن الجمهور قدمته الجهة المنظمة، أن الـ"بي بي سي" خسرت النساء الأكبر عمرًا والأقليات، بسبب التركيز على "متوسطي العمر ومتوسطي الطبقة"، مؤكدة أنه يجب أن يكون هناك قواعد "أكثر صرامة، وأقوى" لضمان أن "بي بي سي" والقنوات الأخرى تعكس التنوع في المملكة المتحدة، ولا يسيرون بفرض نظام الحصص لتحقيق ذلك الهدف.
ووضعت هيئة الإذاعة البريطانية، هدف التنوع طموحًا داخل وخارج الشاشة، والتي أوضحت أنها تسير على الطريق الصحيح للوفاء به، ومع ذلك، فإن شركات ومذيعين آخرين انتقدوا بطء التقدم، وعلى وجه الخصوص، بشأن القصص المتنوعة عن الأقليات، ووصف الممثل والكاتب، ميرا سيل، بي بي سي، دراما ثلاث بنات، بشأن فضيحة انتهاك روتشديل، كمثال على فشل التعامل مع الآسيويين على أنهم "شعب، وليس حالة".
وقبل أسابيع فقط من تولي أوفكوم تنظيم هيئة الإذاعة البريطانية، قالت وايت إن اتفاقية أكسفورد لوسائل الإعلام يجب أن تؤدي إلى التنوع ، مضيفة "أن العديد من كبار العمر، لا سيما النساء، يشعرون أنهم صُوروا بصورة سلبية على شاشة التلفزيون، متابعة أن الناس من الأقليات، سواء العرقية أو القومية، يشعرون أنها صورتهم بشكل محايد في أحسن الأحوال، أو سلبًا في أسوأ الأحوال.
وأضاف وايت، أن تلك التحديات التي تواجه الصناعة بأكملها، ويجب أن يتم معالجتها، مشيرة إلى أن بي بي سي ظلت محبوبة وموثوق بها، ولكن هناك خطر بأن يكون هذا جزء من الماضي فيما بعد، لذا فالحاجة مُلحة إلى بذل المزيد من الجهد لجذب الجمهور الأصغر سنُا، لافتة إلى أن الأبحاث التي تقام حول الجمهور وجدت أن "الجماعات الأصغر سنُا غالبًا ما ترى أن القنا لم تعد تخاطر بتقديم محتوى موثر بالقدر الكافي.
وأكدت وايت، أن "كثير من الناس الذين تحدثنا إليهم رأوا أن البي بي سي تركز، بشكل مفرط، على جمهور في منتصف العمر من الطبقة المتوسطة، مضيفين أنها يمكن أن تفعل أكثر للجمهور على نطاق أوسع، لتضم الأقليات العرقية والمجموعات الأصغر عمرًا".
ومن بين مسؤوليات أوفكوم الجديدة، ضمان أن إنتاج بي بي سي يكون "مميزًا" عن إنتاج منافسيه، مع بعض الاقتراحات أن المؤسسة لا ينبغي أن تبث العروض الترفيهية الغريبة التي ظهرت عام 2015، مثل برنامج ذا فويس.
وتُعتبر أوفكوم، في المراحل النهائية من إعداد إطار لتقييم الأداء لهيئة الإذاعة البريطانية، بما في ذلك تميزها، والتي قالت وايت أن إجراء ذلك التقييم سيتطلب إجراء مشاورات موسعة مع الجمهور، لافتة إلى أن استهداف المزيد من التميز لا ينبغي أن يمنع بي بي سي من أن تحاول أن تكون أكثر شعبية.
وتابعت وايت، "إن البعض يقلق من أن ما يميز البي بي سي هي أنها أقل شعبية"، وردت وايت على ذلك بعدم الموافقة، مؤكدة أن أكثر البرامج مشاهدة في البي بي سي، برنامج "إيست أندرز" وبرنامج "مباراة اليوم" أو عروضها التي تقدمها في الراديو كل صباح، وهي برامج مميزة ومبتكرة ولها طريقتها الخاصة.
وأشارت وايت أيضًا، إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تحتاج إلى مزيد من الشفافية بشأن الشكاوى، التي ستشرف أوفكوم عليها أيضًا، قائلة إن "الجماهير يجب أن يشعر بالحماية"، مضيفة "نحن لن نتردد في التدخل إذا كان لدينا مخاوف، وسوف نشرف على كيفية تعامل الإذاعة مع الشكاوى الخاصة بها، متابعة "أنا شخصًيا أيضًا حريصة جدًا لرؤية بي بي سي تستئنف نشر أرقام شكواها، وهو أمر جيد للشفافية ".
ولفتت وايت، إلى أن "نحن ندرك أن للبي بي سي وضعًا خاصًا، ولكننا لن نعطيها أي معاملة خاصة"، وردًا على سؤال عما إذا كانت تلك اللوائح ستساعد في معالجة الأخبار الوهمية، وغيرها من المحتويات التي تنشر على وسائل الإعلام الاجتماعية، أوضحت أنها "تريد من شركات مثل "فيسبوك" تحمل المزيد من المسؤولية، فالمسؤولية في المقام الأول تقع على عاتق تلك الشركات".
وقال متحدث باسم بي بي سي: "كما قال شارون وايت، أن هناك تحديات تواجه الصناعة بأكملها، وبينما حققت هيئة الإذاعة البريطانية بالفعل تقدمًا كبيرًا في التعبير عن التنوع في المملكة المتحدة اليوم، فإننا نضع خططًا للقيام بالمزيد ".