رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

اتّهم المعلقون الفرنسيون تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطاني، بإضاعة الوقت بشكل خطير في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد أن رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاولتها لفصله عن مندوبي الاتحاد الأوروبي.

وقطعت رئيس الوزراء عطلتها القصيرة لتضع خُطة تشيكرز الخاصة بها أمام الرئيس الفرنسي في منتجع ريفييرا الخاص به، وحذرته من أن بروكسل تواجه خيار "صفقة تشيكرز أو عدم التوصل إلى اتفاق"، إذ أجرت محادثات في فورت بورجانسون حيث أرادت استغلال الاجتماع للفوز على ماكرون الذي ينظر إليه على أنه أحد أكبر العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق، حتى إن الصحافة الفرنسية زعمت أن رئيسة الوزراء تحاول تهميش كبير المفاوضين الأوروبيين ميشيل بارنييه.

وقالت لو باريزيان إن السيدة ماي كانت تلعب لعبة خطيرة مع بقاء أشهر فقط لتأمين صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما قال لاكريوكس إن الزيارة كانت فرصة واضحة لتهميش كبير المفاوضين الأوروبيين ميشيل بارنييه، وأشار أحد المصادر إلى أن الرئيس الفرنسي كان على اتصال وثيق مع بارنييه، مضيفًا: "لا توجد نية على الإطلاق للتحدث باسم مسيو بارنييه".

يذكر أن السيدة ماي هي أول زعيم أجنبي يزور ماكرون في فورت بريجانكون، قلعة الجزيرة المتوسطة التي كانت بمثابة المنتجع الصيفي لرؤساء فرنسا منذ العام 1968، ورافقها رئيس الأركان غافن بارويل ومستشارها الأوروبي أولي روبينز والسفير البريطاني في فرنسا إد ليويلين، الذي كان يعمل في منصب رئيس الأركان لديفيد كاميرون في داوننج ستريت.

انضمت السيدة ماي وزوجها فيليب إلى الرئيس وزوجته بريجيت لتناول عشاء خاص يطل على البحر، واستمتع الرباعي بقائمة تضم الطماطم واللاانجوستين بنكهة الزعفران وسمك القاروس بنكهة الزعتر والدجاج والشيكولاتة الداكنة، ولطالما كانت قاعدة فورتجونسون قاعدة لصد القراصنة من شمال أفريقيا التي عصفت بالبحر المتوسط، واستخدمها نابليون في وقت لاحق كمعقل خلال الثورة الفرنسية، ثم بقيت قلعة عسكرية حتى بعد الحرب العالمية الأولى بقليل، عندما كانت لديها حامية صغيرة.

وتحدثت السيدة ماي قبل التوجه إلى جنوب فرنسا، عبر الهاتف مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، وتأتي زيارة السيدة ماي في إطار حملة دبلوماسية كبيرة شهدت زيارة كل من وزير الخارجية جيريمي هانت ووزير البريكست البريطاني دومينيك راب إلى فرنسا في الأيام القليلة الماضية لتخفيف الموقف.
في مقابلة قبل السفر إلى باريس، وقال هانت: "يجب أن ترسل فرنسا وألمانيا إشارة قوية إلى اللجنة التي نحن بحاجة لها للتفاوض على نتائج واقعية ومعقولة تحمي وظائف على جانبي القناة"، وينظر إلى فرنسا بأنها تقوم باتخاذ موقف متشدد بشكل خاص في مفاوضات البريكست، وبخاصة على الخدمات المالية، مع توقع باريس انتزاع نحو 3500 وظيفة مصرفية من المدينة.

وقال مصدر في مكتب السيد ماكرون، إن كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بارنييه حافظ  على أن أي صفقة بريكست "يجب أن تتفق مع المصالح الاقتصادية للـ27 المتبقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولطالما دعم الرئيس هذا أيضًا".

أنهت السيدة ماي إجازتها في البحيرات الإيطالية قبل يوم من السفر إلى فرنسا، على الرغم من أنها ستنطلق إلى سويسرا لقضاء عطلة ثانية في وقت لاحق من هذا الشهر، وحذر سفير المملكة المتحدة السابق لدى فرنسا، رئيسة الوزراء من عدم توقع حدوث مفاجآت متعلقة بالبريكست في المحادثات، وقال اللورد ريكيتس إن ماكرون كان "آخر شخص" يرغب في كسر صفوفه مع بقية الاتحاد الأوروبي للدفع باتجاه موقف أكثر ليونة من بروكسل، وأكد النظير أن ماكرون "لا يؤمن بتخفيف الموقف بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باعتباره متحمسًا لأوروبا".