تجمع صحفيو جريدة الطيار خارج المبنى لإعلان احتجاجهم

أطلق 30 صحافيًا سودانيًا أكبر إضراب عن الطعام في البلاد احتجاجًا على الإغلاق القسري لصحيفة "الطيار" التي يعملون بها من قبل الحكومة السودانية، واستقبل المئات من الأنصار الصحافيين في مكاتب الصحيفة في الخرطوم الثلاثاء، وتجمع الصحافيون مرتدين السلاسل ومكبلي الأيدي أمام المبنى للإعلان عن خطتهم قبل التراجع عنها داخل المبنى لبدء اعتصامهم.
 
وأوضح مدير تحرير صحيفة "الطيار" خالد فتحي "أردنا لفت الانتباه إلى الصعوبات والقيود المفروضة على الصحفيين وعلى حرية الصحافة فى البلاد بشكل دائم"، وأفادت "شامي النور" المراسلة وكاتبة عمود في جريدة الطيار أن حظر الصحيفة تمثل تحول كبير في النضال من أجل حرية التعبير في السودان، مضيفة، "هذا أول اضراب عن الطعام بواسطة الصحافيين في تاريخ الصحافة السودانية وأول اضراب عن الطعام يحدث خارج السجن".


 
ولفتت شامي إلى أن الاحتجاج لا يهدف فقط إلى رفع الحضر عن جريدة الطيارة، مشيرة " بالطبع نهدف إلى رفع الحضر عن جريدة الطيار لكننا نستخدم حالة الجريدة كمثال للدفاع عن حرية التعبير"، ويواجه المحرر العام للجريدة عثمان مرغني عقوبة الاعدام حاليا بسبب اهتمامه بالتحريض على ثورات الربيع العربي في البلاد.
 
ويأمل ميرغني الذي ينتظر سماع الأخبار عن عقوبته في أن يرفع الإضراب عن الطعام مستوى الوعي بتعلق صحيفة "الطيار" على يد أفراد الأمن الوطني، مضيفًا "أفضل نتيجة نتوقعها من هذا الاحتجاج هو انتشار ثقافة الاحتجاج السلمي بين الشعب السوداني". ويعمل الصحافيون السودانيون في بيئة قمعية منذ تولي الرئيس عمر البشير السلطة في انقلاب يدعمه الإسلاميون عام 1989، وتأتى السودان في المرتبة 174 من بين 180 دولة في تصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود".
 
وتم تعليق صحيفة "الطيار" لأول مرة بواسطة المخابرات الوطنية عام 2012 لكنها فازت باستئناف ضد الحظر أمام المحكمة الدستورية في السودان عام 2014، إلا أن الفوز لم يوقف التمييز الذي تمارسه السلطات، حيث تمت مصادرة كافة النسخ المطبوعة من الجريدة عام 2015 في المطابع في 15 مناسبة ما أدى إلى خسائر مالية كبيرة. وأفاد الصحافي موسى حامد الذي انضم لمؤيدي الصحيفة بأن صحافييها ألهموه بما فعلوه مضيفًا "يجب دعم هذه الحركة حتى تحقق شيء إيجابي".